عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / ( فتوى رقم 1596 ) تحريم تعاطي المخدرات بالدليل الشرعي ..

( فتوى رقم 1596 ) تحريم تعاطي المخدرات بالدليل الشرعي ..

أسئلة كثيرة وردت من المتصلين على موقع دار الافتاء تطالب مفتي الجمهورية اصدار فتوى بحكم تعاطي المخدرات لما لهذه الظاهرة السيئة من مساوىء كبيرة على سيرة وحياة المجتمع .

أجاب عليها سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( وفقه الله تعالى ) … الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين وبعد : اتفق العلماء على حرمة تناول ما يؤثر على العقل من المواد والعقاقـير المخدرة ، وعلى ذلك يحرم تعاطيها بأي صورة من الصور سواء كان بطريق الأكل أو الشراب أو التدخين أو السعوط أو الحقن بعد إذابتها.

وقال الذهبي رحمه الله: ” والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام كالخمر يحد شاربها كما يحد شارب الخمر ، وهي أخبث من الخمر “. ونقل عن ابن حجر الهيثمي تحريمها عند الأئمة الأربعة فقال:[ “فثبت بما تقرر أنها حرام عند الأئمة الأربعة: الشافعية ، والمالكية ، والحنابلة بالنص والحنفية بالاقتضاء “] .

وقال البهوتي رحمه الله: [ ولا يباح أكل الحشيشة المسكرة ] وقال ابن حجر في الزواجر: ” وحكى القرافي وهو من أئمة المالكية وابن تيمية الإجماع على تحريم الحشيش وقال: (من استحلها كفر )

وقال ابن شهاب الدين الرملي في: [ نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ]:الحشيش حالة إسكار وتحريم

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : “واستدل بمطلق قوله: (كل ما يسكر حرام)على تحريم المسكر ولو لم يكن شرابا فيدخل في ذلك الحشيشة . . إلخ ” ما قال ابن حجر رحمه الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجيبا لمن سأله عن حكم تناول الحشيش [ هذه الحشيشة الصلبة حرام سواء سكر منها أو لم يسكر . والسكر منها حرام باتفاق المسلمين . ومن استحل ذلك وزعم أنه حلال ، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ] . وقال في موضع آخر: [وهى بالتحريم أولى من الخمر ، لأن ضرر آكل الحشيشة على نفسه أشد من ضرر الخمر ].

وقال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد” ما خلاصته: إن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعا كان أو جامدا عصيرا أو مطبوخا ، فيدخل فيها لقمة الفسق والفجور- ويعني بها الحشيش- لأن هذا كله خمر بنص رسول الله  الصريح الصحيح الذي لا مطعن في سنده إذ صح عنه قوله: (كل مسكر خمر)وصح عن أصحابه الذين هم أعلم الأمة بخطابه ومراده أن الخمر ما خامر العقل ، على أنه لو لم يتناول لفظه صلى الله عليه وسلم “كل مسكر” لكان القياس الصريح الذي استوى فيه الأصل والفرع من كل وجه حاكما بالتسوية بين أنواع المسكر ، فالتفريق بـين نوع ونوع تفريق بين متماثلين من جميع الوجوه” . اهـ .

وقال الصنعاني في سبل السلام: ” إنه يحرم ما أسكر من أي شيء وإن لم يكن مشروبا كالحشيشة “

والفقهاء يرون أنه لا فرق في الحكم بين المواد السائلة والمواد الجامدة وأنه يحرم تعاطيها جميعها إذا أسكرت أو خدرت .

أعظم العقوبات التي تنتظر صاحبَ المُخدِّرات ومتعاطِيها: ما جاء في الحديث الصحيح عن جابر: أن رجلًا قدِم مِن جَيْشَانَ، وجيشانُ من اليمن، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شرابٍ يشرَبونه بأرضهم من الذُّرةِ، يقال له: المِزْرُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَوَ مُسكِرٌ هو؟))، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ مُسكِر حرامٌ، إن على الله عز وجل عهدًا لِمَن يشرب المُسكِر أن يسقيَه مِن طينة الخبال))، قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: ((عَرَقُ أهل النار، أو عصارة أهل النار)).

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ الْبَاذَقِ -وَهُوَ الْخَمْرُ إِذَا طُبِخَ-، فَقَالَ: ((سَبَقَ مُحَمَّدٌ ﷺ الْبَاذَقَ، فَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ)). خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ.

فَكُلُّ مَا اسْتُجِدَّ مِمَّا يَخْمُرُ الْعَقْلَ -أَيْ يُغَيِّبُهُ وَيَسْتُرُهُ يَعْنِي مِمَّا يُسْكِرُ- فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ إِذَا كَانَ كَثِيرُهُ مُسْكِرًا كَمَا قَالَ الرَّسُولُ ﷺ فَحَرَامٌ قَلِيلُ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ.

قالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: ((وَسَوَاءٌ كَانَ هَذَا الْمُسْكِرُ جَامِدًا أَوْ مَائِعًا، وَسَوَاءٌ كَانَ مَطْعُومًا أَوْ مَشْرُوبًا، وَسَوَاءٌ كَانَ مِنْ حَبٍّ أَوْ تَمْرٍ أَوْ لَبَنٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَأَدْخَلُوا فِي ذَلِكَ الْحَشِيشَةَ الَّتِي تُعْمَلُ مِنْ وَرَقِ الْقِنَّبِ -وَبِالضَّمِّ أَيْضَا- تُعْمَلُ مِنْ وَرَقِ الْقُنَّبِ، وَالْقُنَّبُ: نَبَاتٌ حَوْلِيٌّ زِرَاعِيٌّ لَيْفِيٌّ مِنَ الْفَصِيلَةِ الْقُنَّبِيَّةِ، تُفْتَلُ لِحَاؤُهُ حِبَالًا، وَالْقُنَّبُ الْهِنْدِيُّ نَوْعٌ مِنَ الْقُنَّبِ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ الْمُخَدِّرُ الضَّارُّ الْمَعْرُوفُ بِالْحَشِيشِ وَالْحَشِيشَةِ ))..

• لقد أصدرنا الفتوى بتحريم المخدرات و حرمة انتاجها ، بزراعتها او صناعتها و تجارتها و ترويجها او تعاطيها .

• ونوجه بضرورة التعاون مع الشرطة المختصة بمكافحة المخدرات وارشادها على اماكن المخدرات حماية للمجتمع من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر … قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من راي منكم منكرا فاليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) ( والنار توقد من مستصغر الشرر ) ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.

• ضرورة علاج المدمنين حتي يعودوا مواطنين صالحين … من تاب تاب الله عليه … قال تعالي ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) الفرقان … ولنحذر من الوصمة الاجتماعية التي يعامل بها متعاطي المخدرات … وما لايتم الواجب الا به فهو واجب وعلي الحكومة ايجاد المستشفيات والمراكز الطبية لعلاج المدمنين علاجا روحيا واخلاقيا … ونفسيا .. واجتماعيا … وصحيا ..

• التشديد في عقوبة تعاطي المخدرات بداية بالتعزير جلداً مروراً بالسجن ونهاية بالعقوبة المغلظة …

• أوصي …

• تقوية الوازع الديني والايماني والارتباط بالله عز وجل ..

• غرس القيم الفاضلة وحسن تربية الشباب والناشئة . .

• الاهتمام بالاسرة وتهيئة برامج دينية يومية على شاشة القناة الرسمية للبلد بنشر روح الحب والمودة والرحمة ..

• التوعية الدينية الشاملة بمخاطر المخدرات وبيان حكمها الشرعي وعقوبة من يتعامل بها ..

• ضبط الاعلام بقيم الفضيلة والخير وبأخلاق المسلمين في التعامل مع قيم المجتمع .

• إعادة دور المسجد بمفهومه الرسالي الشامل وإعطاء الأئمة والدعاة حقهم ودورهم في قيادة المجتمع باعتبار الاغلبية اسلامية ..

• ضرورة إنفتاح الائمة والدعاة على كافة قطاعات المجتمع وساحاته العامة لبيان أضرار المخدرات وحكمها الشرعى .

• المزيد من تدريب الائمة والدعاة فى مجال كيفية التوعية بمخاطر المخدرات .

• قيام منتدي أو ورشة عمل جامعة لجميع الهيئات والمنظمات والجمعيات والجماعات الدعوية للتفاكر والتشاور حول الادوار المطلوبة فى مجال التوعية بمخاطر المخدرات .

• قيام مكتب رعاية العلماء بشقيه الدعوي والارشادي والمكتب العلمي ومكاتب دار الافتاء في جميع المحافظات والأقضية اعداء دراسات وبحوث وعقد ندوات مستمرة لبيان خطر المخدرات الشرعي على مصير الانسان وخطرها الاجتماعي على سلوكيات المجتمع ..

• يجب على الحكومة العراقية دعم ومساندة علماء ومشايخ وخطباء دار الافتاء للقيام بالواجب الشرعي خدمة للمجتمع ..

• أطالب الأخوة المحافظين التعاون مع مكاتب دور الافتاء ودعمها خدمة للصالح العام.

الشيخ الدكتور

مهدي بن احمد الصميدعي

مفتي جمهورية العراق

الأربعاء 29 ذو القعدة 1443 هجرية 29 حزيران 2022

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1612 ) حكم قطع ذكر الرجل من قبل القاضي .

السائل محمد بو عرب يسأل عن عقوبة قاضي حكم بقطع ذكر رجلين اغتصبا بنت وقام ...

فتورى رقم ( 1611 ) موضوع التعامل المصرفي بوضع مبالغ بالعملة الدولار وسحبها بالعراقي .

سؤآل موجه من قبل الاستاذ الدكتور م. خالد الراوي وفقه الله تعالى _ الشيخ الفاضل ...

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...