عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 1583 ) حكم الصلاة على التلفاز ومكبرات الصوت .

فتوى رقم ( 1583 ) حكم الصلاة على التلفاز ومكبرات الصوت .

السائل الأخ اسعد سعدي مهدي من الموصل يسأل _ أنا لست مفتيا ولا عالم دين ولكني اقدم مقترحاً ، يستحق التدبر به من اهل العلم وفقهاء الدين ، في ظل إغلاق المساجد ومنع الصلاة فيها حتى إشعار آخر بسبب جائحة “كورونا”،
اقترح أداء الصلاة جماعة ، بشكل افتراضي لتحقيق شروط صلاة الجماعة والاقتداء بالامام على غرار التعليم عن بعد عبر اجهزة التلفاز .. من باب أمكانية الاقتداء بالإمام وهما شرطان :
الرؤية وسماع الصوت _ اما شرطي المسافة ويجب ان تتصل الصفوف فيمكن ان نحققهما بموجب القاعدة
فـ (الضرورات تبيح المحظورات).
قاعدة أصولية مأخوذة من النص وهو قوله تعالى: (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) [الأنعام:119].
والاضطرار: الحاجة الشديدة، والمحظور: المنهي عن فعله، ومعنى القاعدة: أن الممنوع شرعاً يباح عند الضرورة
فالمقترح الذي اقترحته … هو محل اختلاف بين أهل العلم ، فمنهم من أباحه بشرط إذا اتصلت الصفوف ببيته، وأمكنه الاقتداء بالإمام بالرؤية وسماع الصوت فإنها تصح ، كما تصح صلاة الصفوف التي اتصلت بمنزله ، أما بدون الشرط المذكور فلا تصح … ومنهم من منعه ولا تصح الصلاة مع الإمام في المسجد إلا إذا كان المأموم داخل المسجد ، أو كان خارج المسجد واتصلت الصفوف ، كما لو كان امتلأ المسجد بالمصلين ، وصلى بعضهم خارج المسجد فصلاتهم صحيحة فيمكن في اطار الاباحة وتيسير الامور للمسلمين في زمن الوباء ..
اقترح _ اختيار مسجد في مدينة الموصل مثلاًوتنقل فيه عن طريق القناة الموصلية مثلاً،، مراسيم كل صلاة من هذه الصلوات الخمسة وصلاة وخطبة الجمعة وصلاة التراويح ،، المؤذن والإمام والمأموم هوشخص ثالث نيابة عن جميع المصلين ،، يقف وراء الامام على بعد المسافة التي تحددها التدابير الاحترازية ،، ويمكن بعض المصلين المنتقين لهذا الغرض ، حيث يتم وضع الكاميرة ثابتة كانها مصلي مؤتم بالإمام إذ يقوم كل مصلي في بيته يشاهد ويسمع الامام وبمفرده او جماعة مع اهل بيته وابنائه باتباع هذه الصلاة وتأديتها وكأنه يؤدي صلاته مع الامام في الجامع ،،،وبذلك يكون كل جموع المصلين ومن داخل بيوتهم وكأنهم يؤدون صلاة جماعية ومشتركة تتجاوز حدود جدران المساجد، ما سيخلق بالطبع شعورا دينيا جماعيا، وإحساسا روحيا مشتركا قد يعوض بلا شك التلاحم الجسدي التقليدي”…. في إطار توطيد أواصر التضامن الروحي والديني لمواجهة تداعيات الوباء الفتاك.
وعلى المنوال نفسه، ُمكن أن تكون كل صلاة في وقتها او صلاة الجمعة او صلاة التراويح ُ، يمكن أن تنقل صلاة الجمعة بطقوس قراءة القرآن ، والأذان الثلاثي ، وكذا خطبة خطيب الجمعة على القناة الفضائية ، إذ يتابعها كل مصلي في بيته وبمفرده ليقوم بعد ذلك بالصلاة وراء الإمام، وعلى المنوال نفسه، ُيمكن أن تكون كل صلاة في وقتها او صلاة الجمعة او صلاة التراويح … ان يصلي كل امام في المسجد . ويتم تركيب مكبرات الصوت في الاحياء … ويلبث الناس في البيوت … اليس الاذان والخطبة والصلاة يسمعها الناس في بيوتهم ويصلي الامام في المسجد لوحده ويلقي خطبة الجمعة عبر مكبرات الصوت… اما الساكنة يصلون جماعة مع الامام في منازلهم.. ويمكن إن تقام الصلاة في جميع المساجد فقط 3 أشخاص ، المؤذن والإمام وشخص ثالث نيابة عن جميع المصلين الشيء الذي سيخلق بلا شك وشيجة روحية تجعل المصلين وهم عاكفون في بيوتهم وكأنهم يؤدون صلاة جمعة موحدة ومشتركة في كل ربوع الموصل … أن الصلاة الجماعية الافتراضية في هذا الوقت بالذات، قد “تزيد من القوة النفسية والدينية لمواجهة هذا الدخيل المتفشي،،، ندعوا الله أن يرفع عنا هذا الوباء ..
من أراد أن يصلي في مسجد جماعة فلا بد أن يسعى إلى المسجد ، فإذا اقتدى بالإمام من بيته فلا جماعة له ، ولو كان يرى الإمام أو المأمومين ، وقد فصَّل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في هذه المسألة تفصيلاً حسناً .

فلا يجوز للإنسان أن يقتدي بالإمام بواسطة الراديو أو بواسطة التلفزيون؛ لأن صلاة الجماعة يقصد بها الاجتماع، فلا بد أن تكون في موضع واحد، أو تتصل الصفوف بعضها ببعض، ولا تجوز الصلاة بواسطتهما، وذلك لعدم حصول المقصود بهذا، ولو أننا أجزنا ذلك لأمكن كل واحد أن يصلي في بيته الصلوات الخمس، بل الجمعة أيضاً، وهذا مناف لمشروعية الجمعة والجماعة، وعلى هذا فلا يحل للنساء ولا لغيرهن أن يصلي أحد منهم خلف المذياع أو خلف التلفاز‏…. إذا كانت الصلاة خارجَ المسجدِ فيُشترطُ لذلك شرطان :

الشرطُ الأول : سماعُ التكبيرِ .

الشرطُ الثاني : رؤيةُ الإِمامِ أو المأمومين ، إما في كُلِّ الصَّلاةِ على ظاهرِ كلامِ اهل العلم ، أو في بعضِ الصَّلاةِ وظاهر نمذهب الحنابلة ، أنَّه لا يُشترط اتِّصال الصُّفوفِ فيما إذا كان المأمومُ خارجَ المسجدِ .

والقول الثاني – الذي مشى عليه صاحبُ _ وهذا ماقاله صاحب كتاب المقنع : أنَّه لا بُدَّ مِن اتِّصالِ الصُّفوفِ ، وأنَّه لا يَصِحُّ اقتداءُ مَن كان خارجَ المسجدِ إلا إذا كانت الصُّفوفُ متَّصلةً ؛ لأنَّ الواجبَ في الجماعةِ أن تكون مجتمعةً في الأفعالِ وهي متابعة المأمومِ للإِمام والمكان ، وإلا لقلنا : يَصِحُّ أن يكون إمامٌ ومأمومٌ واحد في المسجد ، ومأمومان في حجرة بينها وبين المسجد مسافة ، ومأمومان آخران في حجرة بينه وبين المسجدِ مسافة ، ومأمومان آخران بينهما وبين المسجد مسافة في حجرة ثالثة ، ولا شَكَّ أنَّ هذا توزيعٌ للجماعةِ ، ولاسيَّما على قولِ مَن يقول : إنَّه يجب أن تُصلَّى الجماعةُ في المساجد …. ولا بُدَّ في اقتداءِ مَن كان خارجَ المسجدِ مِن اتِّصالِ الصُّفوفِ ، فإنْ لم تكن متَّصِلة : فإنَّ الصَّلاة لا تَصِحُّ .

والذي يصلِّي خلفَ ” المِذياع ” يصلِّي خلفَ إمامٍ ليس بين يديه بل بينهما مسافات كبيرة ، وهو فتح باب للشر ؛ لأنَّ المتهاون في صلاةِ الجُمُعة يستطيع أن يقولَ : ما دامتِ الصَّلاةُ تَصِحُّ خلفَ ” المِذياع ” و ” التلفاز ” ، فأنا أريدُ أن أصلِّيَ في بيتي ، ومعيَ ابني أو أخي ، أو ما أشبه ذلك نكون صفَّاً .

وعليه نرى أن هذا باب غير صحيح وغير موفق الإفتاء به خاصة وأن الناس يحبون الذريعة والعذر أكثر من حبهم للعزيمة ، وهي فتنة كبيرة تُحارَبٌ بها المساجد لاحقا .. ولا نرى أبداً فتح مثل هذه الفتوى التي يتحمل وزرها من يروج لها أو يقول بها ويتحمل وزر المسلمين الذين يفتنون بها … فمن أراد الجماعة وهي فرصة للعوائل الحفاظ على صلاة الجماعة ويمكن ان يكون هناك الزام للأب أو الابن الكبير الذي يؤمُّ أهل بيته بالصلاة على حفظ المزيد من القرآن وكذا تعليم الاطفال والصغار ويمكن الزام الاب والأم لصلاة الجماعة ونكون قد وفرنا عملا صالحا ورأياً سديداً مبتعدين فيه عن تمييع هيبة ومكانة المساجد وصلاة الجماعة والله الموفق والهادي الى سبيل الحق والرشاد ..

المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى

السبت 25شعبان 1441 هجرية 18 نيسان 2020

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...