بسم الله الرحمــــــــــــــــــن الرحيـــــــــــــم

 الفتنة وخطورتها

ا قال تعالى : ) يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ) . وقال تعالى: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).

الحمد لله الذي ارسل رسله بالبينات وانزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز ) وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين في العالمين. في ضل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا من فتن تتقاذف على الامة ومن شرور تحيط بها يجدر بنا ان نتوقف لحظة ونعيد النظر بحساباتنا فأن الفتنة كبيرة ومحرقة فيجب علينا ان نقتدي بديننا الذي هو عصمتنا من النار .. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتعوَّذ مِن شرِّ الفِتن ، ويحذِّر أمته منها لخطرها العظيم على الإنسان في حياته وبعد مماته، فهي في الدُّنيا ضَلال وضَياع، وفي الآخرة حِساب وعِقاب؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إن الفِتن ستَعمكم فتعوَّذوا بالله مِن شرِّها) وعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: استيقظ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة فزعًا، يقول : (سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه – لكي يصلين، ربَّ كاسِية في الدُّنيا عارية في الآخرة) وقد كان السَّلف الصَّالح – رضوان الله عليهم – يخشون خطر الفِتنة أيضًا .. قال مطرف بن الشخير: سمعتُ أبا الدَّرداء – رضي الله عنه – يقول: “حبَّذا موتًا على الإسلام قبل الفِتن” ابن حماد وقال الضحاك في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) الانفال 25 قال: تُصيب الصَّالح والظالم عامَّـــــــــــة وكان الحسن البصري رحمه الله يقول : ان الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فأن الله تعالى يقول : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)  اما طلق بن حبيب فقد كان يقول : اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له : اجمل لنا التقوى , فقال : التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله ..رواه احمد وبن ابي الدنيا . ويقول “القنوجي” ناصحا : والامساك في الفتنة سنة ماضية واجب لزومها فقدم نفسك دون دينك ولا تعن على الفتنة بيد ولا لسان ولكن اكفف يدك ولسانك وهواك ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وسمي امير المؤمنين – وجبة طاعته وحرمت مخالفته فيما ليس بمعصية الله ولرسوله والخروج عليه وشق عصا المسلمين وان امرك السلطان بأمر هو لله معصية فليس لك ان تطيعه البتة وليس لك ان تخرج عليه .. وقد شاع الكفر البواح والشرك الصراح في كل بلاد الإسلام وأمن أصحابه حتى من مجرد المساءلة وربما عوقب من ينكر الكفر والشرك وأوذي في نفسه وماله ورزقه. ويجدر بنا ان نشير الى ما يحدث في بلدنا العراق الجريح من فتن في كل المجالات فقد طالت الدين والنفس والمال وقسمت بلدنا الحبيب الى طوائف واحزاب ففتن الناس بأموالهم فأختلط الحلال بالحرام وبات المسلمون متفرقين في دينهم وباعوا اخرتهم بثمن بخس ولم تطل الفتنة ببلدنا فحسب فقد طالت ابناء بلاد الشام حيث نرى ما يحدث في سوريا من قتل للمسلمين وتدمير للعباد والبلاد ولم تقف عند هذا الحد فعبرت الى ابعد من هذا فطالت ابناء الشعب المصري فأصبحوا يتقاتلون باسم الدين وعلى بعض المسميات والدين بريء من هذه الاعمال ولقد تعددت انواع الفتن وتنوعت وتلونت حسب مقتضيات الزمان …. فيا اخوتي في الله السلامة من الفتن فليس للفتنة سلامة الا بما ارشدنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث امرنا بلزوم جماعة المسلمين وامامهم وتعلم العلم وتعليمه والعمل به والتمسك بهدي من مات من السلف الصالح والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونسأل الله تعالى ان يطفئ هذه الفتنة في بلاد المسلمين ما ظهر منها وما بطن . والحمد لله رب العالـــــمين ….

مكتب الدعوة والدعاة

7 جمادي الاولى 1435 هجرية