قال تعالى _( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (26)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق ورسول الرحمة المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين واصحابه الميامين ومن اهتدى بهديهم الى يوم الدين اما بعد :
يتقدم دار الافتاء العام _ والمجمع الفقهي العراقي في جامع ام الطبول _ بالشكر والتوفيق للدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء ، على موقفه الشجاع والواضح ، ودعمه ارادة العلماء ، ووقوفه ضد الظلم والاقصاء و التهميش ، وهي خطوة جبارة وواضحة ، تعتبر طلقةَ رحمةٍ لدعاة الفتنة ومفتاحَ امانٍ للعلماء ، والدعاة والائمة والخطباء ، وصيانةً للمال العام ، وان سماحة المرجع المفتي العام لاهل السنة ادامه الله _ يتقدم بالشكر لدولة الرئيس سدده الله ..
ويوصي الاستاذ المفكر الذي قلده الله امانة رئاسة الوقف السني الدكتور عبد اللطيف هميم وفقه الله _ الوقوف على الامور التالية:
اولاً:- يجعلُ جلَّ اهتمامه اقامةَ العدل والانصاف في هذه الدائرة.
ثانياً:- لا يطبق نهج وطريقة من قبله في الاقصاء والتهميش وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة المسلمين العامة ومصلحة الوطن.
ثالثاً:- عدم استخدام اسلوب التفرقة بين ابناء المكون السني وعدم نشر روح الحزبية والعصبية المقيتة والانضباط وفق قوله تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
رابعاً:- اعادة هيبة المساجد وأئمتها واعطاء المساجد دورها الرباني في الاصلاح والبناء ومنع استخدامها للدعايات الحزبية والانتخابية.
خامساً:- اخذ دوره القيادي في الادارة والامور السياسية التي تتعلق بعمل الديوان واظهار رئيس الديوان بالثوب الذي يرفع شأن الديوان بالتقوى والصلاح قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) [الأعراف:26]..
سادساً:- عدم استخدام رئاسة الوقف للتداخلات التي تخص مقام المفتي وعمل الافتاء، ويجب اعطاء المرجعية حقها الكامل بقيادة المجتمع الى بر الامان وتحقيق المصلحة الشرعية في الافتاء واظهار الشعائر الاسلامية الرسمية .
سابعاً:- عدم فتح الباب امام السياسيين الانتهازيين والسماح لهم التدخل في واجبات رئيس الديوان ، او السيطرة على الامور الخدمية من تعيينات او مقاولات وغيرها.
ثامناً:- لا يسمح بأن يكون هذا المنصب لتأسيس حزب او كتلة سياسية او دعاية انتخابية ، ولا داعم لاي سياسي او حزب او حركة ، وانما يكون دائرة شرعية تمثل هوية اهل السنة الادارية و الوقفية والدبلوماسية.
تاسعاً:- استخدام اسلوب الصالحيين في المشورة وعدم الاستبداد بالرأي ويكون عمل جماعي يقوم مقام هذه الدائرة المباركة ويظهر وحدتها.
عاشراً:- على رئيس الديوان ان يجعل من ديوان الاوقاف مدرسة للاصلاح ويمد جسور الاخوة والتعاون مع جميع الدول العربية والاسلامية ويمد يد العون لبناء بلداً موحداً بعيداً عن الطائفية والعداوة.
واخيراً يتمنى سماحته لمعالي رئيس الديوان الجديد الصحة والسلامة ودوام التوفيق في اداء واجبه بما يرضي الله ويظهر السعادة والعدالة للمجتمع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
المكتب الخاص
لسماحة المفتي العام أدامه الله
الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي

الثلاثاء 22 شعبان 1436 هجرية 9 حزيران2015