عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 1347 )

فتوى رقم ( 1347 )

فتوى رقم ( 1347 )
السائل أبو عبد الله خليل العزاوي يسأل _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماهو الفرق بين النوافل والتهجد وجزاكم الله خيرا خليل العزاوي ديالى .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على امام المتقين نبينا محمد الأمين واله وصحبه أجمعين وبعد : الله يبارك بيك السائل الكريم _ التهجد، وهو التنفل بعد نوم الليل قيل على سبيل الوجوب أي أن قيام الليل واجب عليه دون الأمة، لكرامته على الله، وجعل وظيفته أكثر من غيره، وهذا أحد قولي العلماء وهو من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقيل أمره بصلاة الليل نافلة، لتكون زيادة له في علو قدره، ورفع درجاته بخلاف غيره، فإنها تكون كفارة لسيئاته، وهذا خاص به صلى الله عليه وسلم أيضا، كما أنه مخصوص بالمقام المحمود يوم القيامة، قال ابن كثير في تفسيره: قوله: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ـ أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: صلاة الليل ـ ولهذا أمر تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد: ما كان بعد نوم، قاله علقمة، والأسود وإبراهيم النخعي، وغير واحد وهو المعروف في لغة العرب، وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يتهجد بعد نومه، عن ابن عباس، وعائشة، وغير واحد من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كما هو مبسوط في موضعه، ولله الحمد والمنة، وقال الحسن البصري: هو ما كان بعد العشاء، ويحمل على ما بعد النوم، واختلف في معنى قوله: نَافِلَةً لَكَ ـ فقيل: معناه أنك مخصوص بوجوب ذلك وحدك، فجعلوا قيام الليل واجبًا في حقه دون الأمة، رواه العوفي عن ابن عباس، وهو أحد قولي العلماء، وأحد قولي الشافعي ـ رحمه الله ـ واختاره ابن جرير، وقيل: إنما جعل قيام الليل في حقه نافلة على الخصوص، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وغيرهُ من أمته إنما يكفر عنه صلواته النوافل الذنوب التي عليه، قاله مجاهد، وهو في المسند عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ وقوله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ـ أي: افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى، قال ابن جرير: قال أكثر أهل التأويل: ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس، ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم. انتهى. 
وقال السعدي في تفسيره: وقوله: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ ـ أي: صل به في سائر أوقاته: نَافِلَةً لَكَ ـ أي: لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر، ورفع الدرجات، بخلاف غيرك، فإنها تكون كفارة لسيئاته، ويحتمل أن يكون المعنى: أن الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين، بخلاف صلاة الليل، فإنها فرض عليك بالخصوص، ولكرامتك على الله، أن جعل وظيفتك أكثر من غيرك، وليكثر ثوابك، وتنال بذلك المقام المحمود، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون، مقام الشفاعة العظمى، حين يتشفع الخلائق بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكلهم يعتذر ويتأخر عنها، حتى يستشفعوا بسيد ولد آدم ليرحمهم الله من هول الموقف وكربه، فيشفع عند ربه فيشفعه، ويقيمه مقامًا يغبطه به الأولون والآخرون، وتكون له المنة على جميع الخلق. انتهى.
واذا تقصد النافلة التي هي السنة ….فالنافلة في الاصطلاح : هي العِبادة التي يقوم بها العبد، وتكون ليسَت مفروضةً ولا واجبةً عليه، فهي العِبادة الزائدة على ما هو لازم، فتدخل تحتها السنن المؤكدة والمستحبة والتطوّع …وتقسم إلى قسمين : 
نوافل معينة تنقسم هذه النوافل إلى قسمين؛ نوافل مُتعلّقة بسبب، ونوافل متعلقة بوقت، أمّا النوافل المتعلّقة بسبب فهي: النوافل المتعلّقة بسبب صلاة الكسوف والخسوف: ويُقصد بالكسوف؛ ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً، أما الخسوف فهو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه نهاراً؛ حيث تؤدّى هذه الصلاة وهي عبارة عن ركعتين من وقت بداية الكسوف أو الخسوف إلى أن ينتهيا ويَذهبا. صلاة الاستسقاء: يُقصد بها الصلاة التي تؤدّى طلباً للسُقيا من الله سبحانه وتعالى على صفة مخصوصة، وتؤدّى هذه الصلاة في كل وقت مع اجتناب الأوقات التي حصل النهي عن الصلاة فيها، وهي من بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، ومن بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس. صلاة الاستخارة: هي عبارة عن ركعتين تؤدّيان طلباً للخيرة من الله سبحانه وتعالى في أمرٍ من الأمور، وتؤدّى هذه الصلاة في أيّ وقت باستثناء أوقات النهي. صلاة الحاجة: تؤدّى هذه الصلاة عندما يريد المرء طلباً أو حاجةً من الله سبحانه وتعالى، وليس لها وقت مُحدّد مع عدم تأديتها في أوقات الصلاة المنهي عنها. ركعتا تحية المسجد: تؤدّيان عند الدخول إلى المسجد، وقبل الجلوس.
النوافل المتعلقة بوقت صلاة التراويح: تؤدّى هذه الصلاة في شهر رمضان المبارك، من بعد صلاة العشاء إلى طلوعِ الفجر. صلاة الوتر: تؤدى بعد صلاة العشاء إلى الفجر الثاني، وأقلّها ركعة. صلاة الضحى: تؤدّى بعد ارتفاع الشمس بقدر رمح إلى قبيل الزوال، ويُفضّل أن تُؤدّى إذا اشتد حر الشمس. صلاة التهجد، أو صلاة قيام الليل: تُصلى من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، ومقدارها إحدى عشرة ركعة .
السنن الرواتب: هي النوافل التي تُصلّى قبل صلاة الفريضة أو بعدها، وهي قسمان؛ رواتب مؤكدة وهي ركعتان أو أربع ركعات تؤدّى قبل صلاة الظهر، وركعتان تؤديان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، والرواتب غير المؤكّدة، وهذه يؤدّيها المرء ولا يداوم على فعلها، وهي ركعتان تؤديان قبل صلاة العصر، وركعتان تؤديان قبل صلاة المغرب، وركعتان تؤديان قبل صلاة العِشاء. نوافل مطلقة يُقصد بها النوافل التي لا تتعلّق بسبب، ولا تتعلّق بوقت، وليس لها عدد معيّن، وهذا النوع من النوافل تأديته مشروعة في الليل أو النهار باستثناء أوقات الصلاة المنهي عنها، ويُفضّل أن تؤدّى هذه النوافل مثنى مثنى.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأحد 25 ذي القعدة 1440 هجرية 28 تموز 2019

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏لحية‏ و‏قبعة‏‏‏‏


عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...