فتوى رقم ( 814 )
السائل أحمد فائق يسأل _ ماذا افعل لمن يؤذيني ويعاديني ويكرهني ويسعى لإذلالي ارشدني الى ما أفعل حيال ذالك من كتاب الله وسنة رسوله .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على امام المتقين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد الأمين واله وصحبه أجمعين وبعد : الإسلام نهى عن رد الإساءة بمثلها، وما جازى الإنسان من أساء إليه بمثل أن يحسن الإنسان لمن أساء إليه قال تعالى: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ))[المؤمنون:96]، وقد وصف الله عباده الأخيار فقال سبحانه: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا))[الفرقان:63]، وهكذا أهل الإيمان كالشجرة التي يرميها الناس بالحجارة وتعطيهم أطيب الثمار ويصدق عليهم قول الشاعر الحكيم:
وذو سفهٍ يواجهني بجهل فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً
وأرجو أن تعلم أن الإنسان يرتفع بعفوه وصفحه عن الناس كما قال صلى الله عليه وسلم: (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً) وليس هناك أصعب على المسيء من سكوت من أساء إليه، وامتناعه عن الرد لأنه يشعر بأنه حقير وصغير.
ورغم أنه لم يتضح لنا نوع الإساءة إلا أننا ندعوك للصبر والعفو قال تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))[الأعراف:199].
والكمال أن يعطي الإنسان من حرمه وأن يصل من قطعه، وأن يعفو عن من ظلمه فاتق الله، واصبر ولا ترد الإساءة حتى وإن تكررت وعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به، واعلم أن الإنسان الذي يعيش في جماعة لابد أن يسمع ما يكره ويجد ما يضايقه، ولكنه مأجور على صبره ,,,, وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الجمعة 22 شوال 1439 هجرية 6 تموز 2018