عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى ( رقم 303 )

فتوى ( رقم 303 )

فتوى ( رقم 303 )
السائل أبو حسين الحيدري من بغداد يسأل .. السلام عليكم سماحة المفتي المحترم حصل خلاف بيني وبين زوجتي وألحت في موضوع عائلي ، وانا اضطررت خلال الكلام فما حكم ذلك ارجوا التوضيح ليطمأن قلبي سترك الله .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وآله الطاهرين وصحابته الميامين وبعد : سب الله تعالى جريمة تكفر صاحبها وتخرجه من ملة الاسلام ، باتفاق العلماء ، جاء في الصارم المسلول لابن تيمية: قال الإمام إسحاق بن راهويه- أحد الأئمة الأعلام-: أجمع المسلمون على أن من سب الله تعالى ، أو سب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل، أنه كافر بذلك، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله. اهـ.
وفيه: تفصل: فيمن سب الله تعالى. فإن كان مسلما وجب قتله بالإجماع؛ لأنه بذلك كافر، مرتد، وأسوأ من الكافر؛ فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله، ولا مسبة له. اهـ.
فإذا سب أحد الزوجين الرب جل وعلا، فقد ارتد بذلك، وقد أجمع العلماء على أن المرتد يحال بينه وبين زوجته المسلمة، والعكس.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: اتفق الفقهاء على أنه إذا ارتد أحد الزوجين حيل بينهما، فلا يقربها بخلوة، ولا جماع ولا نحوهما. اهـ.
ثم وقع الخلاف هل تقع الفرقة بينهما بمجرد الردة، أم تكون الفرقة موقوفة على انتهاء العدة؟
قال ابن قدامة: اختلفت الرواية عن أحمد، فيما إذا ارتد أحد الزوجين بعد الدخول، حسب اختلافها فيما إذا أسلم أحد الزوجين الكافرين.
ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة قال الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}، فإذا تاب الإنسان من أي ردة كانت، توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة الخمسة، فإن الله يقبل توبته. وشروط التوبة الخمسة هي:
الشرط الأول: الإخلاص لله بتوبته بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة، أو خوفاً من مخلوق، أو رجاء لأمر يناله من الدنيا، فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه فقد أخلص لله تعالى فيها. الشرط الثاني: أن يندم على ما فعل من الذنب بحيث يجد في نفسه حسرة وحزناً على ما مضى، ويراه أمراً كبيراً يجب عليه أن يتخلص منه.
الشرط الثالث: أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه؛ فإن كان ذنبه ترك واجب قام بفعله وتداركه إن أمكن، وإن كان ذنبه بإتيان محرم أقلع عنه وابتعد عنه ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين، فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.
الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود في المستقبل بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت القبول، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل، وفوات وقت القبول عام وخاص: * أما العام فإنه طلوع الشمس من مغربها، فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل لقول الله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. *
وأما الخاص فهو حضور الأجل فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع، لقول الله تعالى: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار}. أقول: إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب ولو كان ذلك سب الله العظيم … فإن توبتك تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها. فإن الله عزوجل يقبل التوبة عن عباده ويعو عن السيئات . هدانا الله واياك الى الحق وثبتنا على الايمان .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأحد 22 صفر 1439 هجرية 12 تشرين ثاني 2017

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...