عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الدعوة والدعاة / تتمة أقسام المجاز القسم الثاني والعشرون

تتمة أقسام المجاز القسم الثاني والعشرون

تتمة أقسام المجاز          

القسم الثاني والعشرون

تقديره اذا لو كنت منهم لقام بنصري.

الحذف القبيح : وسبب قبحه إخلاله بالمعنى. قال ابن الاثير : ومن الحذف أيضا المخل بالمعنى وهو يطلق على ما يحذف من أصل اللفظ وهو اسقاط بعض حروفه ، ولا يجوز استعماله في القرآن العظيم ، ولا في التأليف ، لكنه يجوز في الشعر ، لأن العرب قد أوردته في أشعارها واستعملته في كلامها ، فحذفت بعض الالفاظ استخفافا حذفا لا

يخل بالباقي وتعرّض بالشبهة. فمنها قول علقمة :

             كأنّ ابريقهم ظبي على شرف      مفدّما بسبا الكتّان ملثوم

فقوله ـ بسبا الكتان ـ يريد بسبائب الكتان. وكذلك قول لبيد :

درس المنا بمتالع فأبان

أراد المنازل. وعلى نحو من هذا جاء قول أبي دؤاد :

           يذرين جندل جابر بجنوبها    فكأنما تذكي سنابكها الحبا

أراد الحباحب ـ والحباحب ـ طائر على مثال الجندب الصغير يرى منه نور ضعيف ليلا. وهذا وأمثاله قليل جدا وإياك أيها المؤلف أن تستعمله في كلامك وإن كان جائزا وقد ورد في أشعار العرب مثله.

قال المصنف عفا الله عنه : هذا الذي ذكره ابن الاثير فيه نظر لأنه قد صح عن ابن عباس وجماعة من أكابر الصحابة والسلف الصالح أن هذه الحروف التي في أوائل السور كل حرف منها دال على كلمة حذف أكثرها ، ودل هذا المنطوق به على المحذوف.

وقالوا : إن معنى « الم » أنا الله الملك. وقالوا في « كهيعص » أن الكاف من كاف والهاء من هاد. واستدلوا على ذلك بأن العرب استغنت بذكر حرف من الكلمة عن ذكرها في كثير من كلامها وأشعارها ففهمت المراد من ذلك الحرف. ومنه قول الشاعر :

         جارية قد وعدتني أن تا     تدهن رأسي أو تفلي أو تا

       

أراد أن تأتي وتدهن رأسه وتفلي أو تمسح. وقال آخر :

        نادوهم أن تلجموا الاّ تا      قالوا جميعا كلهم الاّ فا

ـ وقال آخر :

           قلت لها ألا قفي قالت قاف      لا تحسبن أنا نسينا الإلحاف

أي قف أنت. ومثل هذا في أشعار العرب وكلامهم كثير وإذا كثر استعماله كان من الكلام الفصيح معدودا وحسن في التركيب ، وكلما بعد غور الكلمة واستعجم معناها كان فهمه بأول وهلة دليلا على صحة الأفهام وجودة الغرائز ، وسلامة الطباع وحسن موقع اللفظ به.

فصل

ومن أنواع المحذوف : أن يكون اللفظ مركبا ، ولكن ليس بكلام ، وذلك كقوله تعالى : ( قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ ) تقديره وجعلناه لنجعله آية للناس ، فيكون المحذوف هاهنا هو السبب والدال عليه هو سببه .. وقد يكون بعكس هذا كما في قوله تعالى : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ) تقديره واذا أردت قراءة القرآن ، فالمحذوف هنا الارادة وهي سبب القراءة ، ويجوز أن يكون التقدير ، وإذا قرأت القرآن وحضرك الشيطان ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى..

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى؛ قال صلى الله ...

تهنئة مفتي الجمهورية للجيش العراقي بمناسبة مرور مئة وواحد سنة على تأسيسه .

تهنئة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( وفقه الله تعالى ) ...

صلاة الكسوف فوائد وتذكير ..استجاب أن ينادى لصلاة الكسوف الصلاة جامعة، وأجمعوا أنه لا يؤذَّن لها، ولا تقام لها الصلاة.

صلاة الكسوف فوائد وتذكير .. استجاب أن ينادى لصلاة الكسوف الصلاة جامعة، وأجمعوا أنه لا ...