ما يحبه الله
اعلم أن الله يحب من كان له لسان ذاكر وقلب شاكر وجسد على البلاء صابر وكل من صدق وعدل ، والكل يشهد بحب الله ولكن علامة المحبة لله الطاعة ، وعلامة الشكر القناعة ، وعلامة العلم العمل ، والاستقامة تدبير وادخار ، خير من كرامة تبذير وافتخار ، والاستقامة هي الايمان والعمل ، والأحد لا يظلم أحد ، كما تفعل سيفعل بك ، وامهل الجار وان جار وانصح ولا تفضح ، والعاقل من ترك العاجلة قبل أن تتركه ، واستعد للموت قبل أن يخطفك ، وخير الكلمات والأعمال أنفعها دائما لا عاجلا ، وعلم نفعه أخروي خيرمن علم نفعه دنيوي ، أي أن عابد مجزوب أهدى عند الله من عالم مشرك ، واعلم أن ستر الفقر من كنوز البر ، والحمد للنعمة والذنب ستار والخلق بين نعمة وذنب باستمرار ، والدال على الخير كفاعله ، وكما تذكر يذكروك ، ومن أتا الله أجاره بالهداية والثقة واليقين ، ومن أحب الهدى عن العمى نال التمكين في الدين ، وتذكر أن أصدق الحديث كتاب الله ، وأصدق الهدى التقوى ، وخير الملل ملة لا اله الاالله ، وأحسن السنن سنة محمد رسول الله ، وخير الأمور أوسطها وشرها محدثتها ، وما قل وأغنى خير مما كثر وألهى ، وخير ما ألقي في القلب الايمان ، وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، رواه البخاري , وإياك أن تربط استجابتك باستجابته , فإن استجابتك له هيَ دليل استجابته ,لقوله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186