الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تابعنا بأسى بالغ الأحداث الجارية في إقليم كردستان، بين أبناء عشيرة الهركي الكريمة وبين بعض الجهات الحكومية هناك، وما نجم عنها من توتر واضطراب يهدد الأمن والاستقرار ويزرع الفتنة بين الإخوة في الدين والوطن.
وإننا في دار الإفتاء العراقية نهيب بجميع الأطراف التحلي بالحكمة وضبط النفس، وعدم الانجرار إلى الفتنة وإراقة الدماء، فكل قطرة دم مسلم هي غالية عند الله تعالى.
قال تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:25].
وقال سبحانه: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه” [رواه مسلم].
وعليه ندعو الجميع إلى تغليب صوت العقل والحكمة والجلوس إلى طاولة الحوار وحل الخلافات بالحسنى، فإن الفتنة إذا اشتعلت أحرقت الأخضر واليابس.
ونسأل الله تعالى أن يحفظ العراق وأهله، ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمتهم على الحق والخير والعدل.
والله من وراء القصد.
مكتب سماحة مفتي جمهورية العراق
الأربعاء 14 محرم 1447 هجرية 9 تموز 2025
دار الافتاء العراقية الموقع الرسمي
