من أخص خصائص العبودية : الافتقار المطلق لله تعالى ، فهو : « حقيقة العبودية ولبُّها » قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وقال تعالى في قصة موسى – عليه الصلاة والسلام – : { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } عرَّفه الإمام ابن القيم – رحمه الله – بقوله : « حقيقة الفقر : أن لا تكون لنفسك ، ولا يكون لها منك شيء ؛ بحيث تكون كلك لله ، وإذا كنت لنفسك فثمَّ ملك واستغناء مناف للفقر » . ثم قال : « الفقر الحقيقي : دوام الافتقار إلى الله في كل حال ، وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجهفالافتقار إلى الله تعالى أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها ، ويُقبل بكليته إلى ربه عز وجل متذللاً بين يديه ، مستسلماً لأمره ونهيه ، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته . قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ } الشيخ عمر الجحيشيعضو #مكتب_رعايةالعلماءوالائمةوالخطباء