السائل أبو سجاد الموسوي يسأل _ شيخنا الرجاء اريد تفصيل سمعت كلام من السيد الصرخي يمدح ابن تيمية واني استغربت ابن تيمية يعتبر اعدى اعداء البيت حسب ما سمعنا من شيوخنا ومراجعنا واني اليوم اعلق ذمة برقبتك وانت عندنا الآن رجل نزيه وامام حق وتقول الكلمة ولا تخاف انتظر الجواب بتفصيل وشكرا لكم .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : بارك الله فيكم _ لم يزل شيخ الإسلام ابن تيمية_ رحمه الله _ منذ أن جهر بدعوة الحق يتلقى التهم والافتراءات التي يلفقها عليه خصومه في حياته وبعد مماته.
وهذه التهم والافتراءات يوصي بها سلف المبتدعة إلى خلفهم، ويوحون بها إلى أوليائهم، لتكون سلاحاً بيدهم أمام دعوة الشيخ التي عشت بنورها أبصارهم الكليلة…. فهم قد اتهموا الشيخ – رحمه الله – بتهم كثيرة تفوق الحصر ، منها ما هو مكذوب من أصله، ومنها ما هو مساء فهمه.
فقيل في الشيخ – مثلاً – بأنه يقول بقدم العالم ، وأنه مجسم ، وأنه مشبه ، وأنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم ويمنع من زيارته ، وأنه يفتي بمسائل شنيعة لم يقل بها أحد قبله، وأنه، وأنه … ومن هؤلاء مـن احترق غيظاً مـن كتاب شيخ الإسلام: ” منهاج السنة النبوية”؛ حيث بين في هذا الكتاب افتراءات المخالفين لأهل السنة، وفضح كيدهم، وذب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن أشد الناس حبًا لعلي رضي الله عنه وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ هم أهل السنة والجماعة…. وإن المتتبع لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية يجد أنه -رحمه الله تعالى- كان يدافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن صحابته الكرام وآل بيته الأطهار، ومن ذلك ما جاء في إجابته لأسئلة مقدم المغل (وزير المغول) ـ كما في مجموع فتاويه ـ ((قال : فما تحبون أهل البيت؟ قلت: محبتهم عندنا فرض واجب ، يؤجر عليه ، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خماً، بين مكة والمدينة فقال “أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله ” فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال: ” وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهــل بـيـتـي ” قـلـت لـمـقدم: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم : ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”. … قال مقدم : فمن يبغض أهل البيت؟ قلت: من أبغضهم فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.اهـ.
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: فضل علي وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد ، ومن طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يعلم صدقه.اهـ. وقال فيه أيضًا: وأما كون علي وغيره مولى كل مؤمن ، فهو وصف ثابت لعلي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته، وبعد ممات علي، فعلي اليوم مولى كل مؤمن، وليس اليوم متولياً على الناس، وكذلك سائر المؤمنين بعضهم أولياء بعض أحياء وأمواتا.اهـ. …وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله ـ كما في مجموع فتاويه ـ عن رجل قال عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إنه ليس من أهل البيت، ولا تجوز الصلاة عليه ، والصلاة عليه بدعة ؟فأجاب: أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت فهذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين، وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل، بل هو أفضل أهل البيت، وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ثبت عن النبي أنه أدار كساءه على علي، وفاطمة، وحسن، وحسين، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وأما الصلاة عليه منفرداً فهذا ينبني على أنه هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وله وسلم منفرداً ؟ مثل أن يقول : اللهم صل على عمر أو علي. وقد تنازع العلماء في ذلك. فذهب مالك، والشافعي ، وطائفة من الحنابلة : إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم منفرداً، كما روي عن ابن عباس أنه قال: لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك، لأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب: صلى الله عليك. وهذا القول أصح وأولى. ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه : هذا هو البدعة. اهـ. إلى غير ذلك من المواضع التي يذم فيها شيخ الإسلام النواصب ويمدح فيها عليًا وآل البيت الأطهار، وقد أفرد شيخ الإسلام رحمه الله رسالة في حقوق أهل بيت رسول الله، بعنوان: ” حقوق آل البيت بين السنة والبدعة”، وهذه الرسالة موجودة على الإنترنت في صورة كتاب إلكتروني، فارجع إليها….ولمزيد بيان حول حقيقة موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من علي بن أبي طالب وسائر آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم راجع كتابًا بعنوان: “ابن تيمية لم يكن ناصبيًا” لسليمان بن صالح الخراشي. فقد نقل فيه مقاطع من كلام شيخ الإسلام تدحض فرية بغضه لأمير المؤمني علي رضي الله عنه وانتقاصه لآل البيت، وتخرس مروجها – ولله الحمد. وهو أيضا مطبوع في صورة كتاب إلكتروني، وتجده على الإنترنت…. وبالإمكان أيضا مراجعة كتابي الذي الفته خاصا بهذا الموصوع وسميته ( الصورة المغيبة _ ابن تيمية والشيعة ) .. وهو ايضا منشور تحياتي لكم .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
السبت 19 رجب 1441 هجرية 14 آذار 2020