عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال
ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف
ذلك فينا، فقال: ((ما شأنكم؟)) قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت
فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل. فقال: ((غير الدجال أخوفنى عليكم،
إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه،
والله خليفتي على كل مسلم))؛ رواه مسلم وغيره.
وقد كان الصحابة رضي
الله عنهم يتخوفون الدجال، ويستعيذون بالله من فتنته العظيمة التي قال
عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((ما كانت ولا تكون فتنة حتى تقوم
الساعة أعظم من فتنة الدجال، وما من نبي إلا وحذر قومه الدجال))؛ رواه
الحاكم بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه.
والدجال رجل من بني آدم له
صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث النبوية الشريفة لتعريف الناس بحقيقته،
وتحذيرهم من شره؛ حتى إذا خرج عرفه المؤمنون الصادقون فلا يفتنون به؛ بل
يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها رسول الأمة صلى الله عليه وسلم عن
ربه جل في علاه.وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس، فلا يفتن به إلا
الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة، والعذاب من الله، نسأل الله تعالى العصمة
من كيده وفتنته…ومن هذه الصفات التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه: ((شاب أحمر، قصير أفحج جعد الرأس، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح
العين اليمنى، وعينه اليسرى عليها لحمة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر،
يقرؤه كل مسلم يكتب أو لا يكتب. وهو عقيم لا يولد له)).
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين
ظهراني الناس، فقال: ((إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور
العين اليمنى؛ كأن عينه عنبة طافية))؛ متفقٌ عليه.
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأما مسيح الضلالة
فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ – أي: انحناء – كأنه
قطن بن عبد العزى)). قال يا رسول الله: هل يضرني شبهه؟ قال: ((لا، أنت
امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر))؛ رواه أحمد….
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدجال ممسوح العين، مكتوب بيه عينيه كافر، ثم تهجاها: ك ف ر، يقرؤه كل مسلم))؛ متفقٌ عليه.
قال الإمام النووي:
“والذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقية،
جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله،
يظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب، ويخفيها عمن أراد شقاوته
وفتنته…..عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفاً من اليهود))؛ رواه
أحمد، وصححه الحافظ ابن حجر _ عليهما رحمة الله.
وأصبهان: بلد في
المشرق، يعرف هذه الأيام بشهر ستان، وبها حَرَّة يقال لها اليهودية، يخرج
منها الدجال _ وثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في “مسنده”:
((أن الدجال لا يدخل أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد
الطور، والمسجد الأقصى)).
الخطبة الثانية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض))؛ رواه مسلم.
مكتب رعاية العلماء / قسم الإرشاد
الأربعاء 16 رجب 1441 هجرية 11 آذار 2020