عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / تسوية الصفوف في الصلاة ..

تسوية الصفوف في الصلاة ..

• حدثنا عليُّ بن محمد، ثنا وَكيع، عن[1] الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طَرَفَة، عن جابر بن سمرة[2] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟))‏، قال: قلنا: “وكيف تصف الملائكة عند ربها؟”، قال: ((يُتمون الصفوف الأُوَل، ويتراصُّون في الصفِّ))‏.‏

هذا حديث خرجه مسلم في صحيحه مطولًا[3].

• حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ح، وثنا نصر بن علي، ثنا أبي، وبشر بن عمر قالا: ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف[4] من تمام الصلاة))‏.‏

هذا حديث خرجاه في صحيحيهما[5]، ولفظ الحاكم، وزعم أنه على شرط الشيخين: ((من حسن الصلاة: إقامة الصف))[6].

• حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن[7] سِماك بن حَرْب، أنه سمع النعمانَ بن بَشير يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوِّي الصفَّ حتى يجعله مثل الرمح أو القِدْح،‏ قال: فرأى صدرَ رجل ناتئًا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((‏سوُّوا صفوفَكم، أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم)).‏

هذا حديث خرجاه أيضًا[8]، وفي لفظ عند مسلم: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القِداح، حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا، فقام حتى كاد أن يُكبِّر، فرأى رجلاً باديًا صدرُه من الصف، فقال: ((عباد الله، لتسوُّن صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم))[9]، وعند أبي داود: ((أقيموا صفوفكم ثلاثًا، والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم))، قال: فرأيت الرجل يلزق منكبَه بمنكب صاحبه، وكعبَه بكعبه”[10]، وفي كتاب الخلاَّل: لما ذُكر لأحمد حديثُ النعمان من رواية زيد بن حُباب، عن حسين بن واقد، عن سِماك قال: هذا خطأ، قال أبو الحسن: تفرَّد به حسين، عن سِماك[11].

• حدثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عيَّاش، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف، ومن سدَّ فُرجةً، رفعه الله تعالى بها درجة)).

هذا حديث مختلَف في إسناده؛ للاختلاف في حال إسماعيل المتقدم الذكر، ورواه ابن شاهين في مسنده بسندٍ صحيح على رسم مسلم، فقال: أخبرني أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة بلفظ: ((إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف))، وسيأتي عند ابن ماجه بهذا اللفظ[12]، وشواهده: حديث ابن عمر يرفعه: ((إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلُون الصفوف))، قال فيه الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه[13]، وفي لفظ: ((أقيموا الصُّفوف، وحاذوا بين المناكب، وسُدوا الخَلل، ولِينُوا بأَيدِي إخوانكم، ولا تذَرُوا فُرُجات للشيطان، ومن وصل صفًّا وصله الله[14]، ومن قطع صفًّا قطعه الله))؛ رواه أبو داود بسند صحيح عن عيسى بن إبراهيم، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزَّاهرية، عن كثير بن مرة، عنه به، وعنده أيضًا عن قتيبة، عن الليث، عن معاوية، عن أبي الزَّاهرية، عن أبي شجرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، – لم يذكر ابن عمر[15]، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خياركم ألينكم مناكب في الصلاة))[16]، وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده، إني لأرى الشيطانَ يدخل في خلل الصف، كأنها الحذف))[17]، وفي لفظ عن محمد بن مسلم صاحب المقصورة قال: صلَّيت إلى جنب أنس، فقال: هل تدري لم صنع هذا العود؟ فقلت: لا والله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع عليه يدَه، فيقول: ((استووا، وعدِّلوا صفوفكم))[18]، وعند الحاكم، وزعم أنه على شرط الشيخين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا قام إلى الصلاة أخذه بيمينه، ثم التفت، فقال: ((اعتدلوا، سوُّوا صفوفكم))، ثم أخذه بيساره، فقال: ((اعتدلوا، سووا صفوفكم))[19]، وعند الطبراني في الأوسط من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه: ((إن اللهَ وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلون الصفوف، ولا يصِل عبدٌ صفًّا إلاَّ رفعه الله به درجة، وذرَّت عليه الملائكةُ من البرِّ))، وقال: لم يروِ غانم بن الأحوص عن أبي صالح غير هذا الحديث، تفرَّد به ابن أبي أويس[20]، ومن حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتموا الصفَّ المقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان من نقصٍ، فليكن في الصف المؤخَّر))[21]، ذكر الخلال أن أحمد بن حنبل لما ذكر له هذا الحديث أعجبَه واستحسَنه من حديث الأنصاري، وفي الأوسط من حديث عمرو بن مرَّة، عن أبي معمر، عن عقبة بن عمرو قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبَنا في الصلاة، ويقول: ((سوُّوا المناكب، وأقيموا الصفوف، ولا تختلفوا، فيختلف بكم))، وقال: لم يروه عن عمرو إلاَّ محمد بن جابر، تفرد به إسحاق بن إسرائيل، عن أبيه[22]، وهو في صحيح مسلم[23]، قال أبو محمد بن حزم: قوله: ((أو ليخالفن الله بين وجوهكم))، هذا وعيدٌ شديد، والوعيد لا يكون إلاَّ في كبيرة، وقوله: ((فإن تسوية الصف من تمام الصلاة))، إذا كان من إقامة الصلاة فهو فرض؛ لأن إقامة الصلاة فرض، وما كان من الفرض فهو فرض، وعند أبي حنيفة، والشافعي، ومالك: هو من سنة الصلاة، وقوله: ((أو ليخالفن الله بين وجوهكم)) قال النووي: الأظهر معناه: يوقع بينكم العداوة والبَغضاء، واختلاف القلوب، كما يقال: تغيَّر وجهُ فلان عليَّ؛ أي: ظهر لي من وجهه كراهة فيَّ، وتغيَّر قلبه عليَّ؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سببٌ لاختلاف البواطن، وكان لعمر وعثمان رجال، وكَّلهم بتسوية الصفوف.

مكتب رعاية العلماء / قسم الإرشاد

الأحد 24 جمادي الأولى 1441 هجرية 19 كانون ثاني 2020


[1] كذا بالأصل، وفي المطبوع: ثنا الأعمش.

[2] كذا بالأصل، وفي المطبوع: السوائي.

[3] مسلم (430).

[4] كذا بالأصل، وفي المطبوع: الصفوف.

[5] البخاري (723)، ومسلم (433).

[6] المستدرك (1 /217).

[7] كذا بالأصل، وفي المطبوع: ثنا.

[8] البخاري (717)، ومسلم (436).

[9] مسلم (436) – (128).

[10] أبو داود (662).

[11] أطراف الغرائب (4 /326) رقم (4382).

[12] في الأصل: إن هذا اللفظة، وقد أثبت ما يناسب السياق، وهو في المطبوع برقم (1005).

[13] أخرجه الحاكم (1 /214) من حديث عائشة، وليس من حديث ابن عمر؛ فالظاهر أنه حدث خلل في الأصل، والله أعلم.

[14] سقط لفظ الجلالة من الأصل.

[15] أبو داود (666).

[16] أبو داود (672).

[17] أبو داود (667).

[18] أبو داود (669).

[19] أخرجه ابن حبان؛ كما في الإحسان (2168)، (2170)، وهو عند أبي داود (670)، وغيرهما، ولم أقف عليه في المستدرك.

[20] المعجم الأوسط (3771).

[21] رواه أبو داود (671)، والنسائي (2/93)، وأحمد (3 /132،215، 233)، وغيرهم.

[22] كذا في الأصل، وفي المعجم الأوسط (9470)؛ حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا أبي، ثنا محمد بن جابر، وقال: تفرد به إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو الصواب.

[23] مسلم (432).

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..