عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / نزول المطر فرصة الصالحين فالدعوة اثناء نزوله لاترد .

نزول المطر فرصة الصالحين فالدعوة اثناء نزوله لاترد .

هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:

أولاً: نسبة الْمَطَر إلى الله تعالى، فعن زيدِ بنِ خالدٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: (خَرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عامَ الحُديبيةِ، فأصابَنا مَطَرٌ ذاتَ ليلَةٍ، فصلَّى لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصُّبْحَ، ثمَّ أقبلَ علينا فقالَ: أَتدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قُلنا: اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ، فقالَ: قالَ اللهُ: أَصْبَحَ من عِبادي مُؤْمنٌ بي وكافرٌ بي، فأَمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا برحْمَةِ اللهِ وبرِزْقِ اللهِ وبفضلِ اللهِ، فهُوَ مُؤْمنٌ بي كافرٌ بالكَوْكَبِ، وأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بنَجْمِ كَذا، فهُوَ مُؤمنٌ بالكَوْكَبِ كافرٌ بي) رواه البخاري، وفي رواية: (مُطِرْنَا بفضلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ) متفق عليه.

ثانياً: ومن هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:التمَطُّرُ وهو البُروزُ للمَطَرِ مع كشفِ بعضِ البدنِ ليُصيبَهُ الْمَطَر: فعن أنسٍ رضيَ الله عنهُ قال: (أَصَابَنا ونحنُ مَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتى أَصابَهُ منَ الْمَطَرِ، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تعالى) رواه مسلم.

قال النوويُّ: (معنى: «حديثُ عهدٍ بربِّهِ» أي: بتكوينِ ربِّه إيَّاه، ومعناه: أنَّ الْمَطَرَ رَحْمَةٌ وهيَ قَرِيبَةُ العهدِ بخلْقِ اللهِ تعالى لَهَا فيُتَبَرَّكُ بهَا) انتهى.

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قالَ: (أصابتِ الناسَ سَنَةٌ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَبَيْنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَخْطُبُ على المنبَرِ يومَ الجُمُعةِ قامَ أعرابيٌّ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هَلَكَ المالُ، وجاعَ العِيَالُ، فادعُ اللهَ لَنا أنْ يَسْقِيَنا، قالَ: فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يديهِ وما في السَّماءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثارَ سَحَابٌ أمثالُ الجبالِ، ثمَّ لمْ يَنزلْ عنْ مِنبرِهِ حتى رأَيْتُ المطَرَ يَتَحادَرُ على لِحْيَتهِ) الحديث رواه البخاري وبوَّب له: (بابُ مَن تَمَطَّرَ في المطَرِ حتى يَتَحادَرَ على لحيَتِهِ) انتهى.

قال ابن قدامة: (ويُستَحَبُّ أنْ يَقِفَ في أوَّلِ المطَرِ ويُخْرِجَ رَحْلَهُ ليُصِيبَهُ المطَرُ) انتهى.

وعن بُنَانَةَ (أنَّ عُثمانَ كانَ يَتَمَطَّرُ في أَوَّلِ مَطْرَةٍ)، و(عن عليٍّ أنهُ كانَ إذا رأى الْمَطَرَ خَلَعَ ثيابَهُ وجَلَسَ، ويقُولُ: حديثُ عَهْدٍ بالعَرْشِ) رواهما ابنُ أبي شيبة.

وقال الشافعي: (ورُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ السَّماءَ أَمْطَرَتْ فقالَ لغُلامِهِ: «أَخْرِجْ فِراشي ورَحْلِي يُصيبُهُ الْمَطَرُ، فقالَ أبو الجَوْزاءِ لابنِ عبَّاسٍ: لِمَ تَفْعَلُ هذا يَرْحَمُك اللهُ؟ فقالَ: أمَا تقرأُ كتابَ اللهِ: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا)، فأُحِبُّ أنْ تُصيبَ الْبَرَكَةُ فراشي ورَحْلي».

أخبَرَنا إبراهيمُ عن ابنِ حَرْمَلَةَ عن ابنِ الْمُسَيَّبِ أنهُ رآهُ في المسجدِ ومَطَرَت السماءُ وهوَ في السِّقَايةِ فخَرَجَ إلى رَحْبَةِ المسجدِ ثمَّ كَشَفَ عن ظَهْرِهِ للمَطَرِ حتى أصابَهُ، ثُمَّ رجَعَ إلى مَجلسِهِ) انتهى.

ثالثاً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كانَ إذا رَأَى المَطَرَ قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبَاً نافِعاً) رواه البخاري، (ويقُولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رَأَى الْمَطَرَ: رَحْمَةٌ) رواه مسلم.

رابعاً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الحثُّ على الدُّعاءِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (اثنتانِ لا تُردَّانِ أو قلَّ ما تُردَّانِ: الدُّعاءُ عندَ النداءِ، وعندَ البأسِ حينَ يَلتحمُ بعضُهُم بعضاً) رواه ابن خزيمة وصحَّحه النووي، وفي روايةٍ: (وتَحْتَ الْمَطَرِ) رواه الحاكم وحسنه ابن حجر.

وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اطْلُبُوا إجابَةَ الدُّعاءِ عندَ الْتِقَاءِ الجُيُوشِ، وإقامةِ الصَّلاةِ، ونُزُولِ الغَيْثِ) رواه الشافعي بسند ضعيف، وحسنه الألباني بشواهده، وقالَ الشافعيُّ: (وقَدْ حَفِظْتُ عن غيرِ واحدٍ طَلَبَ الإجابةِ عندَ نُزُولِ الغَيْثِ، وإقامةِ الصَّلاةِ) انتهى.

خامساً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الدُّعاء عند سماع صوت الرعد والصواعق، فعن ابن عمر (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ والصواعِقِ قالَ: اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بغَضَبكَ، ولا تُهْلِكْنا بعذابكَ، وعافنا قبلَ ذلِكَ) رواه الترمذي وحسنه الحافظ العراقي.

وعن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ (أنهُ كانَ إذا سَمِعَ الرعدَ تَرَكَ الحديثَ، وقالَ: سُبْحَانَ الذي يُسبِّحُ (الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ)، ثُمَّ يقولُ: إنَّ هذا لَوَعِيدٌ لأهلِ الأرضِ شديدٌ) رواه مالك وصحَّحه النووي.

سادساً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كَثُرَ المَطَر أن يقول في دُعائه: (اللهمَّ حوالينا ولا علينا): ففي الحديث: (فلَمَّا قامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَخْطُبُ صَاحُوا إليهِ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وانقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادعُ اللهَ يَحْبِسْها عنَّا، فتَبَسَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا ولا علَيْنَا»، فكَشَطَت المدينَةُ، فجَعَلَتْ تَمْطُرُ حَوْلَها ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قَطْرَةٌ) رواه البخاري.

سابعاً: من هديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَالترخيص للناسِ في الصلاةِ في البُيوت عند التأذِّي بالخروج للمسجد في الطِّين والزَّلَق: فعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما (أنهُ قالَ لمُؤذِّنهِ في يومٍ مَطِيرٍ: إذا قُلْتَ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ، فَلا تَقُلْ: حَيَّ على الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، قالَ: فكأَنَّ الناسَ استَنْكَرُوا ذاكَ، فقالَ: أتعجَبُونَ مِنْ ذا، قدْ فَعَلَ ذا مَنْ هوَ خيْرٌ منِّي، إنَّ الجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وإنِّي كَرِهْتُ أنْ أُحْرِجَكُمْ فتَمْشُوا في الطِّينِ والدَّحْضِ) رواه مسلم.

المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الدراسات

الإثنين 5 ربيع ثاني 1441 هجرية 2 كانون أول 2019

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..