عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 1479 ) تكرار كان في اللفظ هل يفيد العموم .

فتوى رقم ( 1479 ) تكرار كان في اللفظ هل يفيد العموم .

السائل محمود حمايدة من المغرب يسأل _ السلام عليكم ورحمة الله أنا دكتور في علم الأصول ويوجد بعض الاستفسار من جنابكم وأنا استمعت لكم عن محاضرات في اعراب وتفسير القرآن الكريم .. فأرجوا بيان ماهو مشكل عليّ … قرأت كثيرا في خصوص أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنها إذا كانت بصيغة ” كان يفعل كذا” تفيد العموم، ثم اطلعت على كلام في كتاب ” أفعال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم” حيث قال فيه ما يلي: ” وقد ادعى الكثيرون أنّ “كان يفعل” تدل على العموم في أقسام الفعل وأوجهه ….” إلى أن قال: “وقول من ادعى العموم مردود بما قال ابن قاسم في شرح الورقات: يمكن أن يجاب بأن “كان يفعل” وإن أفادت التكرار فإن كلّ مرة من مرات التكرار لا عموم فيه لأنّها إنّما تقع في أحد السفرين فالمجموع لا عموم فيه إذ المركَّب ممّا لا عموم فيه، لا عموم فيه واحتمال أنّ بعض المرات في أحد السفرين” يشير إلى حديث: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ الصَّلاَتَيْنِ فِي السَّفَرِ – أخرجه البخاري في تقصير الصلاة (١٠٦٠)، ومسلم في صلاة المسافرين (١٦٢٥)، وابن حبان (١٤٥٦)، وأبو داود في صلاة السفر (١٢١٨)، والنسائي في المواقيت (٥٨٦)، وأحمد (١٣١٧٢)، والبيهقي (٥٦٢٤)، من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه _ وبعضهم في الآخر غير معلوم ولا ظاهر فصار اللفظ مجملا بالنسبة للسفر القصير كما أشار إليه الشيخ أبو إسحاق” فأشكل عليَّ هذا الكلام _ فأرجو التوضيح وكشف اللبس؟ وبارك الله فيكم .

أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على امام المتقين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد الأمين واله وصحبه أجمعين وبعد :

لا تعارض في النتيجة بين ما تقدم لي ذكره من أنَّ ” كان” تفيد التكرار وما نقلوه ضمن السؤال، حيث إنَّ شارح الورقات لا ينفي التكرار ولكنه ينفي العموم في ذات المرة والمرات سواء على جهة الانفراد أو التركيب، ومذهب الجمهور عدم إفادتها التكرار لا عرفًا ولا لغة وبهذا قال الفخر الرازي ورجحه ابن السبكي المحصول للرازي”: ١/ ٢/ ٦٤٨، “جمع الجوامع” لابن السبكي: ١/ ٤٢٥. خلافًا لمن يرى أنَّ حكاية الراوي لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ “كان” يدلُّ على التكرار لا لفظ الفعل الذي بعدها وبهذا قال ابن الحاجب والإسنوي والفتوحي والشوكاني وغيرهم المسودة” لآل تيمية: ١١٥، _ 1 _ العضد”: ٢/ ١١٨، “زوائد الأصول” للإسنوي: ٢٥٦، “القواعد والفوائد الأصولية” للبعلي: ٢٣٧، “إرشاد الفحول” للشوكاني: ١٢٥. إذ يستفاد من قولهم ” كان حاتم الطائي يكرم الضيفان” على تكرار الإكرام والتردد عليه أكثر من مرة.

وإنما عنيت بحكاية الراوي لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ “كان” العموم بمعنى التكرار لا بمعنى إخبار عن دوام الفعل والمواظبة عليه، ذلك لأنَّه إنما يؤتى به لحكاية الفعل أو الحادثة على وجه التكرار بغض النظر إن كان مستفادًا من ذات اللفظ أو من دليل خارجي، وقد أوردت ذلك لبيان نهيه صلى الله عليه وآله وسلم وقضائه الذي ليس حكاية الفعل الذي فعله وإنما هو حكاية لصدور النهي والقضاء من أقواله فكان اقتضاؤه للعموم أولى وهذا بخلاف مطلق الفعل غير مقرون بحكاية الراوي لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ “كان”.

وعليه، ولو سلم أنه لا يقتضي الفعل بلفظ “كان” سوى مطلق الوقوع لغة أي أنه يفيد إلاَّ الماهية من حيث ذاتها إلاَّ أنَّه يقتضي التكرار عرفا أو بدليل خارجي على أقل الأحوال خلافا للفخر الرازي ومن تبعه، وقد ذكر القرافي أنَّ “كان” أصلها أن تكون في اللغة كسائر الأفعال لا تدل إلاَّ على مطلق وقوع الفعل في الزمن الماضي وهو أعم من كونه تكرَّر بعد ذلك ولم يتكرَّر، غير أنَّ العادة جرت بأنَّ استعمالها في الفعل لا يحسن إلاَّ إذا كان متكرِّرًا شرح تنقيح الفصول” للقرافي: ١٨٩. .

المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى

الإثنين 26 ربيع ثاني 1441 هجرية 23 كانون أول 2019

  1. آل تيمية [بدأ بتصنيفها الجدّ: مجد الدين عبد السلام بن تيمية (ت: 652هـ)، وأضاف إليها الأب،: عبد الحليم بن تيمية (ت: 682هـ)، ثم أكملها الابن الحفيد: أحمد بن تيمية (728هـ) .

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...