دار الافتاء العراقية الموقع الرسمي
السائلة مريم محمد تسأل _ السلام عليكم اخي ارجو الرد بتفصيل: هل ممكن اهداء ختمة القران لاكثر من شخص ميت ؟ هل ممكن اهداء الصدقة او الطواف حول الكعبة المشرفة لاكثر من شخص ميت؟؟ جزاكم الله خيرا . أجاب على السؤآل مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( وفقه الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : الأخت السائلة الكريمة _ وقع الخلاف بين الفقهاء في أصل مسألة إهداء ثواب القراءة إلى الأموات، والراجح من أقوالهم انتفاع الميت بذلك ـ والله اعلم ـ ونرى أن الأولى على كل حال أن يجعل المسلم ثواب قراءته لنفسه، ويجتهد في الدعاء لميته، وذلك خروجا من خلاف من منع هبة ثواب القراءة للميت، ولأن العبد سيأتي عليه يوم يكون أحوج شيء فيه إلى عمل صالح، وما ذكرت من إرشاد بعض الأصدقاء إلى قراءة جزء من القرآن وإهدائه للميت فنرجو أن لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ وإذا أهدى المسلم ثواب عمله الصالح لغيره فالثواب لمن أهدي إليه، ولكن قد يؤجر المهدي من وجه آخر كحبه الخير لأخيه ونحو ذلك، جاء في كشاف القناع للبهوتي الحنبلي قوله: وقال بعض العلماء: يثاب كل من المُهْدِي والمُهْدَى له، وفضل الله واسع. اهـ. … وقد يؤجر من أرشد إلى القراءة وإهداء ثوابها للميت لدلالته إلى الخير، فقد ثبت في سنن أبي داود من حديث أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
وكذا يجوز لك أن تطوفي سبعاً تجعلين ثوابها لمن شئت من المسلمين؛ هذا هو المشهور من مذهب الامام أحمد رحمه الله: إن أي قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها لمسلم ميت أو حي فإن ذلك ينفعه؛ سواء كانت هذه القربة عملاً بدنياً محضاً كالصلاة والطواف، أم مالياً محضاً كالصدقة، أم جامعاً بينهما كالأضحية . ولكن ينبغي أن يعلم أن الأفضل للإنسان أن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه وأن يخص من شاء من المسلمين بالدعاء له؛ لأن هذا هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا ماتَ الانسانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِن ثَلاث: من صدقةٍ جارِيَة أو علمٍ يُنْتَفَعُ بِه أو وَلَدٍ صالحٍ يَدْعُو له …مسلم (1631) وغيره.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الخميس 16 ربيع اول 1441 هجرية 13 تشرين ثاني 2019
