عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم اخبار الهيئة / خط بة الجمعة 25 ربيع أول 1441 هجرية 23 تشرين ثاني 2019 … ﴿ أيحسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ سورةُ القِيامة / ءاية 36.

خط بة الجمعة 25 ربيع أول 1441 هجرية 23 تشرين ثاني 2019 … ﴿ أيحسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ سورةُ القِيامة / ءاية 36.

كثيرونَ من الناس ما عَرَفُوا لِمَ خُلِقُوا فَتَرَاهُمْ يَنْطَبِقُ عليهِمْ حديثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ يُبْغِضُ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظ سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ جِيفَةٍ بِالليلِ، حِمَارٍ بِالنَّهَارِ، عَارِفٍ بأَمْرِ الدُّنْيَا جَاهِلٍ بِأَمْرِ الآخِرَةِ »، هَذا الصِّـنفُ مِنَ النَّاسِ كثيرٌ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿ وقليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور ﴾. رواه البيهقي في السنن وابن حبان في صحيحه.. وقال عنه الألباني في صحيح الجامع: صحيح …. ومعنى الجعظري-كما قال أهل العلم-: المتكبر الجافي عن الموعظة، وقيل: الفظ الغليظ. ..

والجواظ: هو الأكول الشروب البطِر الكفور.. وقيل: الجعظري: هو الذي يتنفخ بما ليس عنده. والجواظ: المختال في مشيه الغليظ الفظ. ..

والسخاب:- بالسين والصاد- كثير الخصام ، والسخب في الأسواق كثرة الخصام ورفع الصوت فيها.

ومعنى جيفة بالليل: كناية عن كثرة نومه وخموله وعدم قيامه لصلاة الليل…

ومعنى حمار بالنهار: أنه بليد في فهمه، منهمك في عمله الدنيوي لا يلتفت إلى سواه من الطاعة والعبادة.. فإذا جاء الليل استلقى على فراشه وبقي كالجيفة إلى الصباح.

وهو- مع هذا- عالم بأمور دنياه ولكنه جاهل بأمر دينه لا يهتم به ولا يسأل عنه.

والحديث تنبيه وتعليم للمسلم أن يبتعد عن هذه الصفات الذميمة ويتحلى بضدها من صفات أخلاق الإسلام الفاضلة

وَصَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أُناسًا بصفاتٍ:

الأُولى أن يكون المرءُ جعظريًّا وهو الرجلُ الفظُّ الغليظ المستكبرُ.

وأما الجوَّاظ فهو الجَموعُ المنوعُ أي الذي يَحرِصُ على جمعِ المالِ بنيَّةٍ فاسدةٍ، وهي أن يكون جمْعُهُ للمالِ حبًّا بالمالِ من حَيثُ ذاتُه ليتوصلَ لإشباعِ شهواتِه المحرَّمةِ وليفخَرَ بهِ على الناسِ ويبطُرَ به بطَرًا ويتكبرَ على عبادِ اللهِ ويبخلَ عن دفعِ المالِ في ما أمرَ اللهُ تعالى بالإنفاقِ فيه، ليسَ يجمعُ المالَ من طريقِ الحلالِ ليَصرفَه فيما أحلَّ اللهُ؛ لأنَّ الذي يجمعُ المالَ ليصرِفَهُ في الحلالِ فإنَّ ذلك ليس بمذموم؛ لأن المالَ منهُ ما يُذمُّ ومنه ما يُمدحُ، فالمالُ المذمومُ هو المالُ الذي يجمعُهُ المرءُ من حرامٍ لا يُبالي من حلالٍ أخذهُ أم من حرامٍ، أو يجمعُ المالَ ليقضيَ به شهواتِه المحرَّمةَ أي ليُشبِعَ نفسَهُ من شهواتِهِ المحرمةِ أو ليفخرَ بهِ على الناسِ أو ليتكبرَ فهذا هو المالُ المذمومُ، وأمَّا المالُ الذي يجمعه المرءُ المسلمُ من حلالٍ بنيةِ أن يسْترَ به نفسَهُ وينتفعَ بهِ هو أو غيرُه أو ينفقَهُ على أولادِهِ وعلى أبويهِ وغيرِهما من أقاربِه بغيرِ نيةِ التَّوصُّلِ إلى الفخرِ والتكبرِ على الناسِ فإن ذلكَ المالَ ليسَ بمذمومٍ ودليلُنا على ذلكَ ما رويناهُ بالإسنادِ الصحيحِ إلى الإمامِ أحمدَ وابنِ حبانَ أنَّهُ صلى اللهُ عليه وسلمَ قالَ لعمرِو بنِ العاصِ: «نعْمَ المالُ الصالحُ للمرءِ الصالحِ»، وفي لفظٍ ءاخرَ: «نِعِمّا بالمالِ الصالحِ للرجلِ الصالحِ»، والمالُ الصالحُ هو المالُ الذي يجمعُهُ المرءُ ويكتسبُهُ بطريقٍ حلالٍ، وأمَّا الرجُلُ الصالحُ فهو الإنسانُ المؤمنُ الذي يقومُ بحقوقِ اللهِ تعالى وحقوقِ العبادِ بأن يعرفَ ما افترضَ اللهُ تعالى عليهِ ويؤديَهُ ويعرفَ ما حرمَ اللهُ عليهِ ويجتنبَهُ.

وقيلَ أيضًا في قولِه: «جَوَّاظٍ» الكثيرُ اللحمِ المختالُ في مِشيتهِ، وقيلَ: الأكولُ، فإذا جمعَ مع صفةِ الجعظريِّ أن يكون جواظًا فقد ارتفعَ في الشرِّ والفسادِ.

ثم إن زادَ على ذلكَ بأن يكون سخَّابًا بالأسواقِ أي أنَّهُ من شدةِ شُحِّهِ وحرصِهِ على المالِ يُكثرُ الصياحَ والكلامَ في سبيلِ جمعِ المالِ، وأن يكونَ جيفةً بالليلِ أي يستغرقُ ليلَهُ بالنومِ ولا يهتمُ بأن يكسبَ في ليلهِ من الصَّلواتِ ويتزودَ من الطاعاتِ، حمارًا بالنهارِ أي أن همَّهُ التفننُ بالأكلِ والإكثارُ من الملذاتِ وينشغلُ بذلكَ عنِ القيامِ بما افترضَهُ اللهُ تعالى عليه، ثم إذا انضافَ إلى ذلك الوصفُ الأخيرُ وهو أن يكونَ عارفًا بأمرِ الدنيا جاهلا بأمرِ الآخرةِ فقد تزايدَ شرُّه، فمن هنا يُعلمُ أنَّ من ءاتاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ المالَ وكان عارفًا بطرقِ جمعِ المالِ وهو جاهلٌ بأمورِ الدّينِ أي بما افترضَ اللهُ تعالى عليه معرفَتَهُ من علمِ الدينِ فهو من شرِّ خلقِ اللهِ.

ثم لا سبيلَ إلى أداءِ ما افترضَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى واجتنابِ ما حرَّمَ اللهُ إلا بمعرفةِ العلمِ الضروريِّ من علمِ الدينِ، فمن أعرضَ عن تعلمِ هذه الضرورياتِ من علمِ الدينِ فإنه يهلكُ وهو لا يشعرُ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ، فليتقِ اللهَ امرؤٌ ءامَنَ بالآخرةِ فقد رُوينا بالإسنادِ المتصلِ إلى صحيحِ الإمامِ البخاريِّ رضيَ اللهُ عنهُ من قولِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ: «ارتحلتِ الدنيا وهي مُدبرةٌ وارتحلتِ الآخرةُ وهي مُقبلةٌ ولكلِّ واحدةٍ منهما بَنونَ فكونوا من أبناءِ الآخرةِ ولا تكونوا من أبناءِ الدنيا فإن اليومَ عملٌ ولا حسابَ وغدًا حسابٌ ولا عملَ»، فعجبًا لِمن يُقبلُ على المدبرةِ ويُدبرُ عن المُقبلة.
ومعنى قوله «ارتحلت الدنيا» أي سارت الدنيا ومعنى «وهي مُدبرةٌ وارتحلتِ الآخرةُ وهي مُقبلةٌ» أي الدنيا سائرةٌ إلى الانقطاعِ والآخرةُ سارتْ مقبلةً، فالدنيا دارُ العملِ والآخرةُ دارُ الجزاءِ على العملِ.

مكتب رعاية العلماء / قسم الارشاد

الخميس 24 ربيع أول 1441 هجرية 21 تشرين ثاني 2019

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأخوة في الله حصن الصالحين ، والاعتراف بالفضل من دأب المتقين ..

إِذا تَذَكَّرتَ شَجواً مِن أَخي ثِقَةٍ فَاِذكُر أَخاكَ أَبا بَكرٍ بِما فَعَلا خَيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها ...

مفتي الجمهورية بعد صلاة الظهر في جامع أم الطبول مقر دار الافتاء العراقية يقدم نصيحة للشباب المصلي

مفتي الجمهورية بعد صلاة الظهر في جامع أم الطبول مقر دار الافتاء العراقية يقدم نصيحة ...

مفتي الجمهورية يلتقي في حرم جامع أم الطبول الجامع الأم عددا من الشباب المتطوعين في صفوف أحرار العراق من قضاء الفلوجة ..

مفتي الجمهورية يلتقي في حرم جامع أم الطبول الجامع الأم عددا من الشباب المتطوعين في ...