عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الدعوة والدعاة / الاسلام والحقوق كفالة ربانية وهدي نبوي

الاسلام والحقوق كفالة ربانية وهدي نبوي

الحقوق في الإسلام اعتنى الإسلام بالحقوق بشكلٍ كبيرٍ، فالحق هو “الشيء الثابت الذي لا يُسوَّغ إنكاره”، أمَّا الحقوق الإسلامية فهي التي جاء بها نصٌ يدل على وجوب أدائها وعدم التفريط بها بحالٍ من الأحوال، لما يترتّب على الإتيان بها من المصالح في الدين والدنيا، ومن ضياعٍ لهذه المصالح عند التفريط بها، وأول هذه الحقوق وأعظمها حق الله -تعالى- خالق كل شيءٍ ومدبّر أُمور خلقه، فهو الذي أوجد الكون من العدم، وتفضّل على عباده بالنعم، ويتلخّص أداء حق الله -تعالى- بعبادته وعدم إشراك غيره بالعبادة معه، فقد خلق الله -سبحانه- الجن والإنس وأرسل إليهم الرسل والكتب من أجل العبادة، يقول الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه: كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمارٍ يُقال له غفير، فقال: (يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).[١][٢] ‏عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(‏رمز الخطأ: 100013) حق الله على عباده الإيمان به وتوحيده إن من حق الله -تعالى- على عباده الإيمان به، أي الإيمان بكل ما أخبرنا به عن نفسه أو أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، ومنه أن الله -تعالى- هو الرازق، وهو المتَّصف بصفات الكمال في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته، والإيمان بأنَّه لا شريك ولا مثيل أو شبيه له، وهو العليم بكل ما كان وما يكون وما سيكون وما لو كان كيف يكون، يقول تعالى: (يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَملِكُ لَهُم رِزقًا مِنَ السَّماواتِ وَالأَرضِ شَيئًا وَلا يَستَطيعونَ فَلا تَضرِبوا لِلَّـهِ الأَمثالَ إِنَّ اللَّـهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ)،[٣] ويكون الإيمان بأسماء الله -تعالى- وصفاته من غير تشبيهٍ أو تحريفٍ أو تعطيلٍ، كما يتضمّن الإيمان بالله عدة أُمورٍ منها: الإيمان بوجوده؛ وهذا ما أرشدت إليه الفطرة والعقل بشكلٍ قاطع، والإيمان بربوبيّته وبأنَّه الخالق الرازق، والإيمان بأنَّه لا معبود بحقٍّ سوى الله تعالى، والإيمان بأسمائه وصفاته بإثبات ما أثبته لنفسه في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه عن نفسه.[٤] أمَّا التوحيد فهو أصل صلاح وقبول جميع الأعمال، وهو أول ما أوجب الله -تعالى- على عباده، ولفظ التوحيد من وحَّد؛ أي جعل الشيء واحداً، ولا يتحقّق إلا بالنفي والإثبات، فقول لا إله إلا الله يتضمّن نفي الألوهية عن غير الله -تعالى- مع إثباتها له وحده، وقد ذكر أهل العلم عن طريق البحث والاستقراء في القرآن الكريم والسنة النبوية ثلاثة أنواعٍ للتوحيد، وهي: توحيد الربوبية بإفراد الله بالخلق والرزق، وتوحيد الأُلوهية بإفراده -سبحانه وتعالى- بالعبادة، وتوحيد الأسماء والصفات بإثبات ما أثبته لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه.[٥] عبادته وطاعته إنَّ عبادة الله -تعالى- بمفهومها العام تظهر بمحبّته -سبحانه- وتعظيمه والتذلّل له، والقيام بالأوامر واجتناب النواهي بالصورة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، أمَّا عن العبادة بمفهومها الخاص، يقول ابن تيمية رحمه الله: “هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ كالخوف، والخشية، والتوكّل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام”، وقد قسَّم العلماء العبادة إلى نوعين هما: العبادة الكونية التي تشمل المؤمن والكافر والكون بأسره في خضوعه لله تعالى، والعبادة الشرعية؛ وهي خاصة بالمؤمنين الذين امتثلوا لأوامر الله تعالى،[٦] وتكون الأعمال التي يقوم بها الإنسان عبادةً إذا أراد العبد بها الامتثال لأوامر الله -تعالى- ونيل حبِّه ورضاه، فمن كانت نيَّته في إدخال الفرح على قلب أخيه المسلم الاستجابة لأمر الله -تعالى- كان فعله عبادة، وينطبق هذا المعنى على جميع شؤون الحياة من مأكلٍ، ومشربٍ، ونومٍ، وسفرٍ، وإقامةٍ، وبذلك تكون النية هي الضابط الدقيق بين العادة والعبادة، وتتضمّن العبادة على أربعة أمورٍ مهمّة، وهي: قول القلب بإيمانه بما أخبر الله -تعالى- به عن نفسه من الأسماء والصفات والأفعال، وقول اللسان بالدعوة إلى الله -تعالى- والإخبار عنه، وعمل القلب بالتوكل على الله، ومحبّته، ورجاء قربه، والخوف من عقابه، وإخلاص العبادة له، أمَّا عمل الجوارح فيكون بالصلاة، والصيام، ومساعدة الفقراء، والإحسان إلى الناس، وغيرها من الأعمال الصالحة، وعليه فإنَّ العبادة بمفهومها الشامل تتَّسع لِتشمل جميع جوانب الحياة، وليست مقتصرةً على العبادات الشعائرية فقط، فالعبادة التي أراد الله لها أن تكون الغاية من الخَلق تستوعب الحياة بجميع جوانبها.[٧] وإنَّ للعبادة مجموعةً من الشروط حتى تكون صحيحةً ومقبولةً، وهي: الإخلاص الذي يُعدُّ لبّ الدين وجوهره، ويُعرَّف بأنَّه قصد المعبود وحده والتقرّب إليه بالعبادة دون سواه، ودون انتظار المدح من الخلق أو كسب الحمد منهم، أما الشرط الثاني فهي أن تكون العبادة مبنيةً على اعتقادٍ صحيحٍ، أي أن تكونَ قائمةً على ما جاء به الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)،[٨] أمَّا الشرط الثالث فهو المتابعة، والمقصود من ذلك تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداَ رسول الله من خلال العبادة، واتّباع أوامر الله -تعالى- ورسوله، واجتناب نواهيه، وكما إنَّ للعبادة شروط صحة فإنَّ لها مُبطلاتٍ تنزع عنها قيمتها؛ كالإشراك مع الله -تعالى- في العبادة وعبادة غيره معه، والردّة؛ وهي أن يتخلَّى المسلم عن دينه ويعتنق ملةً من ملل الكفر، فيكون بذلك من أهل الكفر الذين ليسوا أهلاً للعبادة، والرياء الذي يقصد صاحبه من العبادة وجه الله مع تحسينها لأجل نظر الناس إليه، والمنّ في العبادة سواء كان على الله -تعالى- أو على الخلق، فالله غنيٌ عن العالمين لا تنفعه طاعتهم ولا تضُرُّه معصيتهم، ويقصد بالمن أي أن يتحدّث الإنسان بما أعطى ويعدّده على سبيل التقريع حتى يؤذي المُعطَى، فيقول مثلاً: أنا أحسنت إليك في كذا وكذا على سبيل الأذى له.[٩] تعجيل التوبة إليه إن على الإنسان أن يُعجِّل في التوبة، فهو في تقلُّبٍ دائمٍ ما بين صحةٍ وسقمٍ، وغنىً وفقرٍ، وفراغٍ وشُغلٍ، فالعاقل من تعجَّل بتوبةٍ نصوحٍ دون تسويفٍ أو تأجيلٍ،[١٠] وقد ورد لفظ التوبة ومشتقّاتها في القرآن الكريم والسنة النبوية بشكلٍ كبير؛ لما يُشير إليه من الأهمية، ويتألّف هذا اللفظ من علمٍ وحالٍ وفعلٍ، أمَّا العلم فهو معرفة ما تتسبّب به الذنوب من إقامة الحُجب والحواجز بين العبد وربه، أمَّا ارتباط لفظ التوبة بالحال فيشير إلى ترك الذنب الذي لابَسَه، أمَّا الفعل فهو قيام العبد بنزع لباس الجفاء ونشر بساط الوفاء، وعُرِّفت التوبة بأنَّها العودة إلى الله -تعالى- بفعل ما أمر به والابتعاد عن ما نهى عنه، وعرّف الإمام ابن حجر التوبة بأنها: “ترك الذنب لقبحه، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، ورد المظلمة إن كانت، أو طلب البراءة من صاحبها”،[١١] والمُتأمّل في النفس البشرية يُدرك مدى حاجة الناس للتوبة، فالإنسان بطبيعته خطّاء، مما يتطلّب وجود العلاج، فكان في وجوب التوبة في حق المسلمين خير علاج، يقول الإمام القرطبي -رحمه الله- في وجوب التوبة: “واتّفقت الأمة على أنَّ التوبة فرضٌ على المؤمنين، وهي فرضٌ على الأعيان في كلِّ الأحوال وكلِّ الأزمان”، وعلى التائب أن يُسارع في الرجوع إلى الله -تعالى- من غير تسويفٍ أو تأخيرٍ، ومما يؤكّد على أهمية الفورية في التوبة قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون).[١٢][١٣] أداء فرائضه إن من حقوق الله -تعالى- على عباده قيامهم بأداء الفرائض، وأهم هذه الفرائض وأعظمها عند الله الصلاة، وقد أوجبها الله -تعالى- على عباده بمقدار خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، وهي الحدُّ الفاصل بين الكُفر والإسلام، فمن تركها جاحداً بها كان كافراً بإجماع العلماء، ومنها أداء الزكاة؛ وهي ما يؤخذ من أموال أغنياء المُسلمين ويُرَّد إلى فقرائهم، ومن حقّ الله على عباده صوم رمضان، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصوم من العبادات التي اختَّص الله بها من بين سائر العبادات؛ لما فيه من الإخلاص، فهي من العبادات التي لا يطّلع عليها الناس بل هي خاصّة بين العبد وربّه، أمَّا فريضة الحج فهي واجبةٌ على من ملك الزاد والراحلة.[١٤] الصبر عبادة الصبر من العبادات التي لا يُدرك فضلها إلا قلّة من العباد الذين صبروا على أقدار الله -تعالى- دون اعتراضٍ أو جزعٍ على القضاء والقدر، وللصبر ثلاثة أنواع: أما النوع الأول فهو الصبر على طاعة الله عز وجل، فالطاعة قد تشقُّ على النفس البشرية، وتحتاج إلى شيءٍ من الصبر والجلد، أمَّا النوع الثاني فهو الصبر على محارم الله، ويتمثَّل في كفِّ النفس عما حرَّم الله؛ للفوز برضا الله وسعادة الدنيا والآخرة، والنوع الثالث هو الصبر على أقدار الله سواء كانت أقداراً ملائمةً تحتاج إلى شكرٍ أو مؤلمةً تحتاج إلى صبرٍ.[١٤] التوكّل عليه ومحبته إنَّ يقين المؤمن بما أخبر الله -تعالى- به وكأنَّه يراه بعينه يُثمر التوكل على الله، وهو صدق اعتماد القلب على الله -تعالى- في جلب المصالح ودفع المضار من أُمور الدنيا والآخرة،[١٥] وعرّف ابن عباس -رحمه الله- التوكل بالثقة بالله، وعرّفه عبد الله الخريبي بأنه حسن الظن بالله، وقال الحسن رضي الله عنه: “هو الرضا عن الله عز وجل”، وعرّفه ابن حجر -رحمه الله- فقال: “هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب”، وقال ابن الجوزي رحمه الله: “هو تفويض الأمر إلى الله؛ ثقة بحسن تدبيره”، وللعلماء في ذلك تعريفات كثيرة،[١٦] وإنَّ من ثمرات التوكل تحقيق الإيمان، فالتوكل من أهم وأعظم عناصر وشروط الإيمان بالله تعالى، ولا يتم الإيمان إلا به، كما إن التوكل يُثمر ارتياحاً في النفس وطمأنينةً في القلب، ويكفي الله -سبحانه- من توكّل عليه جميع شؤون حياته، فهو -سبحانه وتعالى- حسبه، وهو أمان الخائفين وملجأ العالمين،[١٧] ولا بد من الإشارة إلى أنَّ التوكل على الله -تعالى- لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب، فالتوكل يستند إلى أمرين: الثقة بالله مع الاعتماد عليه، بالإضافة إلى الأخذ بالأسباب، والمؤمن يأخذ بالأسباب باعتبارها سنن الله في خلقه دون الاعتماد عليها،[١٨] وتظهر محبة الله -تعالى- في تعظيمه ورجاء عفوه ومغفرته والخوف من عذابه، فهي من أعمال القلوب التي تُعدُّ من أُصول الشريعة الإسلامية التي يكتمل بها الإيمان، أمَّا عن حكمها فهي واجبة بإجماع المُسلمين.[١٩] حق الرسول على المسلمين الإيمان به واتباعه يعدّ الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- من أركان الإيمان التي أوجب الله -تعالى- على عباده الإيمان بها، قال تعالى: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدون)،[٢٠] ويكون الإيمان به بالاعتقاد الجازم بأنَّ رسالته حقٌ من عند الله تعالى، على أن يكون هذا التصديق بالقلب واللسان،[٢١] ويكون اتّباعه نتيجة محبة الله تعالى، ولا يُثمر هذا الاتّباع إلا إذا كان بقناعةٍ ورضا، والواجب على المسلمين أن يتّبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقتفي أثره في العقيدة والعبادة والسلوك؛ للفوز يوم القيامة برضا الله -تعالى- ومغفرته ورضوانه.[٢٢] محبته وتعظيمه إن ما يبعث على محبّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه محبّة الله -تعالى- له وموافقة أمره -سبحانه- ومراده في ذلك، فلا يستوي ولا يقوم إيمان العبد بالله إلا بمحبة رسوله، ولِما كان منه -صلى الله عليه وسلم- من شدة محبته لأُمّته، وكثرة دعائه لهم بالخير، وتحمّله مشاق الدعوة لهم للنور والإسلام، ومحبة النبي واجبة، فهي أصلٌ من أصول هذا الدين الحنيف،[٢٣] ومن مظاهر محبّته -صلى الله عليه وسلم- إيثار ما يُحبّه على ما يُحب العبد، والإكثار من ذكره، والشوق إليه،[٢٤] ويتحقّق تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقديم محبّته على الوالد والولد والناس أجمعين، وقد فاز الصحابة -رضوان الله عليهم- بلقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان لهم النصيب الأكبر من محبّته، وعندما سُئل علي بن أبي طالب عن محبّتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- أجاب: “كان والله أحبَّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأُمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ”.[٢٥] محبة أهل بيته وصحابته إنَّ محبة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- من حقوق النبي على المسلمين، فلا يُمكن أن يجتمع في قلب العبد حب النبي وبغض أصحابه،[٢٦] كما إن جميع الصحابة بإجماع المسلمين ثقاتٌ عدولٌ، وهم خير الأُمّة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حقوقهم على المسلمين محبَّتهم، والترضّي عليهم، مع الاهتداء بهم، والاقتداء بسُنَّتهم، والدفاع عنهم وعن أُمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً.[٢٥] الصلاة عليه إن الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- واجبةٌ على كلِ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وفيها الخير والأجرالعظيم،[٢٦] ومن ثمرات الصلاة عليه: الاستجابة لأمر الله تعالى، وموافقة الملائكة فيها، ونيل المصلّي عليه عشر صلواتٍ من الله، وكفايته ما أهمّه، ويردّ الحبيب المصطفى الصلاة والسلام على من صلّى عليه، وينال المُصلّي عليه عشر حسناتٍ وتُحطُّ عنه بها عشر سيئاتٍ ويُرفع عشر درجات، كما إنَّها سببٌ في الشفاعة وفي مغفرة الذنوب والقرب من الله -تعالى- يوم القيامة ونيل رحمته ورضوانه.[٢٧] الدفاع عن سنته ونشرها إن من حقِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين حرصهم على الدفاع عن سنّته من تأويل الجاهلين، والقيام برَدِّ الشبهات الباطلة، فمن ادّعى حبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دون الغَيرة على سنّته فإنَّ دعوى حبِّه باطلة، ويكون الدفاع عن السنة باتّباعها، وإماتة البدع والضلالات التي قد تُنسب إليها.[٢٥]

مكتب رعاية العلماء / قسم الارشاد

صفر 1441 هجرية تشرين أول 2019

↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2856 ↑ أحمد عماري (17-12-2016)، “حق الله تعالى على عباده (1)”،

↑ سورة النحل، آية: 73-74.

↑ يحيى الزهراني، حق الله تعالى على عباده، الرياض-السعودية: دار القاسم، صفحة 16-17.

بتصرّف. ↑ محمد العثيمين، فقه العبادات، المنصورة: مكتبة الإيمان، صفحة 8-12. بتصرّف. ↑ محمد العثينمين، فقه العبادات، المنصورة: مكتبة الإيمان، صفحة 6. بتصرّف.

↑ سليمان العثيم، العبادة تعريفها، أركانها، أركانها، شروطها، مبطلاتها، السعودية: دار القاسم، صفحة 16-18. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية: 124.

↑ سليمان العثيم، العبادة تعريفها، أركانها، شروطها، مبطلاتها، السعودية: دار القاسم، صفحة 41-57. بتصرّف.

↑ يحيى الزهراني، حق الله تعالى على عباده، السعودية: دار القاسم، صفحة 20.بتصرف.

↑ يوسف العيسى (1998-1999)، التوبة وآثارها التربوية، الاردن: جامعة اليرموك، صفحة 11-12. بتصرّف.

↑ سورة آل عمران، آية: 135.

↑ يوسف العيسى (1998-1999)، التوبة وآثارها التربوية، الاردن: جامعة اليرموك، صفحة 22-23. بتصرّف.

^ أ ب يحيى الزهراني، حق الله تعالى على عباده، تبوك: دار القاسم، صفحة 22-28. بتصرّف.

↑ يحيى الزهراني، حق الله تعالى على عباده، السعودية: دار القاسم، صفحة 33-34. بتصرّف.

↑ د. عبد الله بن عمر (2011)، التوكل على الله تعالى وعلاقته بالأسباب (الطبعة الثالثة)، مصر: دار الهدي النبوي، صفحة 16-18. بتصرّف. ↑ د. عبد الله الدميجي (1432هـ – 2011م)، التوكل على الله تعالى وعلاقته بالأسباب (الطبعة الثالثة)، مصر: دار الهدي النبوي، صفحة 109-111. بتصرّف.

↑ محمد المنجد (1430)، التوكل، السعودية: مجموعة زاد للنشر، صفحة 14.

بتصرّف. ↑ محمد المنجد (2009)، المحبة (الطبعة الاولى)، السعودية: مجموعة زاد للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.

↑ سورة الأعراف، آية: 158. ↑ يحيى الزهراني، حق النبي صلى الله عليه وسلم على أُمته، السعودية: دار القاسم، صفحة 22-23. بتصرّف.

↑ يحيى الزهراني، حق النبي صلى الله عليه وسلم على أُمته، السعودية: دار القاسم، صفحة 28-30. بتصرّف. ↑ محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه (2006)، عبد الله الخضيري، عبد اللطيف الحسن (الطبعة الاولى)، الرياض: مجلة البيان، صفحة 56-57. بتصرّف.

↑ يحيى الزهراني، حق النبي صلى الله عليه وسلم على أُمته ، السعودية: دار القاسم، صفحة 24-25. بتصرف. ^ أ ب ت عبد الله الخضيري، عبد اللطيف الحسن (2006)، محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه (الطبعة الاولى)، الرياض: مجلة البيان، صفحة 61-62. بتصرّف. ^ أ ب يحيى الزهراني، حق النبي صلى الله عليه وسلم على أُمته، السعودية: دار القاسم، صفحة 37-39. بتصرّف.

↑ عبد الحميد بن باديس (2006)، الصلاة على النبي (الطبعة الاولى)، مكتبة ابن باديس، صفحة 16-19. بتصرّف.

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية ” اعزه الله تعالى ” يستقبل امام وخطيب جامع بر الوالدين في قضاء المحاويل محافظة بابل ..

التقى سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ” حفظه الله تعالى ” ...

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى..

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى؛ قال صلى الله ...

تهنئة مفتي الجمهورية للجيش العراقي بمناسبة مرور مئة وواحد سنة على تأسيسه .

تهنئة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( وفقه الله تعالى ) ...