دار الافتاء العراقية الموقع الرسمي
فتوى رقم ( 724 )
السائلة سلمى تسأل _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … انا اسأل عن الصيام من دون الصلاه ، وان بعض النساء يصمن دون الصلاه او طاعة الاهل او القيام في الاعمال المنزليه لانها صايمه هل يجوز الصيامها … بارك الله فيكم وهل الوالده تاثم اذا قالت لهن ان صيامهن غير مقبول لانها مريضه وهن يتحججن في الصيام .
أجاب على السؤآل _ سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : تارك الصلاة لا يقبل منه عمل ، لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شيء فقد روى البخاري (520) عن بُرَيْدَة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) . ومعنى “حبط عمله” أي : بَطَلَ ولم ينتفع به . فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث في كتابه الصلاة (ص/65) : والذي يظهر في الحديث ؛ أن الترك نوعان : تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا يحبط العملُ جميعُـه ، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِ المعينِ ” اهـ.
وتارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه ؛ لأن تارك الصلاة كافر مرتد ، لقوله تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) التوبة/11. ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم (82). ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) رواه الترمذي (2621) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
ولأن هذا قول عامة الصحابة إن لم يكن إجماعا منهم ، قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المشهورين : كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ، وعلى هذا فإذا صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول ، ولا نافع له عند الله يوم القيامة ، ونحن نقول له : صل ثم صم ، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك مردود عليك لأن الكافر لا تقبل منه العبادة ، فقد ثبت عن أمير المؤمنين علي بن أب طالب رضي الله عنه قال ( من لم يصل فهو كافر ) ولما سأله رجل عن امرأة لا تصلي ، قال : ” من ترك صلاة واحدة متعمدًا فقد برئ من الله وبرئ الله منه ” . وقال عبد الله بن مسعود : ” إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن ” وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ” ، ” الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ” ، قال : ذلك على مواقيتها ، قال : نرى ألا تترك ، قال ” فإن تركها الكفر” وما كنا نرى إلا أن يتركها ” إن تركها كفر” وقال أيضًا : ” من لم يصل فلا دين له ” .
• وقال عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما: ” من ترك الصلاة فقد كفر”.
• وسئل جابر بن عبد الله : ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله ؟ قال: الصلاة ، وسئل أيضًا : هل كنتم تعدون الذنب فيكم كفرًا؟ قال: ” لا وما بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة “.
وقال جابر بن عبد الله الصحابي الجليل : ” بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة “.
• قال الحسن البصري : بلغني أن أصحاب رسول الله كانوا يقولون : ” بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر ” .
• وعن الصحابي عبد الله بن شقيق قال : ” كان أصحاب محمد لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة “.
• وقال التابعي سعيد بن جبير : ” من ترك الصلاة متعمدًا فقد كفر” .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأحد 4 رمضان 1439 هجرية 20 آيار 2018
