تتمة أقسام المجاز
الثالث : اطلاق اسم السمع على القبول وهو في القرآن كثير. من ذلك قوله تعالى : ( ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ ) معناه ما كانوا يستطيعون قبول ذلك والعمل به ، لأن قبول الشيء مرتب على استماعه ومسبب عنه ، ويجوز أن يكون نفي السمع لانتفاء فائدته فيصير كقولهم أنهم لا أيمان لهم أي لا وفاء ايمان لهم … ومنه قول الشاعر :
وان حلفت لا ينقض النأي عهده فليس لمخضوب البنان يمين
معناه : ليس لمخضوب البنان وفاء يمين.
الرابع : اطلاق اسم الايمان على ما نشأ عنه من الطاعة وهو في القرآن كثير. فمن ذلك قوله تعالى: ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) معناه : ما كان الله ليضيع أجر صلاتكم إلى الصخرة قبل النسخ. ومنه قوله تعالى : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) معناه أفتعملون ببعض التوراة وهو فداء الأسارى فتجوز بالايمان عن العمل بما يوافق الكتاب ، لأنه مسبب عن الايمان وتتركون العمل ببعض وهو قتل
اخوانكم واخراجهم من ديارهم. ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم :« الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق » جعل القول وإماطة الأذى عن الطريق إيمانا لأنهما مسببان عن الايمان .
مكتب الدعوة والداعاة
15/2/2015