(( فـــائــــــــدة ))
بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين: خطوة عن نفسه, وخطوة عن الخلق, فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس, ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله, فلا يلتفت الا الى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة اليه. صاح بالصحابة واعظ:{ اقترب للناس حسابهم} الأنبياء 1, فجزعت للخوف قلوبهم, فجرت من الحذر العيون {فسالت أودية بقدرها} الرعد 17.
تزينت الدنيا لعلي رضي الله عنه فقال: “أنت طالق ثلاثا لا رجعة لي فيك”. وكانت تكفيه واحدة للسنة, لكنه جمع الثلاث لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة. ودينه الصحيح وطبعه السليم يأنفان من المحلل, كيف وهو أحد رواة حديثين “لعن الله المحلل” أحمد في المسند 1\87, 107,121, والنسائي, وأبو يعلى, الترمذي, والبيهقي. ما في هذه الدار موضع خلوة فاتخذه في نفسك. لا بد أن تجذبك الجواذب فاعرفها وكن منها على حذر, ولا تضرك الشواغل اذا خلوت منها وأنت فيها.
نور الحق أضوأ من نور الشمس, فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه.
الطريق الى الله خال من أهل الشك ومن الذين يتبعون الشهوات, وهو معمور بأهل اليقين والصبر, وهو على الطريق كالأعلام { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} السجدة 24.
رزقنا الله واياكم النيه الصالحة وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
مكتب الدعوة والدعاة
28/12 /2014