عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم اخبار الهيئة / المفتي العام يرفض التدخل الاجنبي في العراق

المفتي العام يرفض التدخل الاجنبي في العراق

عاجل _ هذا نص البيان الذي القاه سماحة المفتي العام لأهل السنة في العراق حول تدخل القوى الاجنبية بالشأن العراقي .


الحمد لله رب العالمين القائل: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}

[الممتحنة:2]، والقائل: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [البقرة:217]، والصلاة والسلام على المبعوث

رحمة للعالمين القائل: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يؤمئذ؟ قال: بل أنتم

يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كثغاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله

وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت» [أخرجه أبو داوود وقال الألباني: الحديث الصحيح].
وبعد:
فقد تابع علماء دار الافتاء ما تمر به بلادنا من أحداث ومستجدات خطيرة وما يحاك ضدها من كيد ومكر وتآمر وتلويح من القوى

الأجنبية بالتدخل في شئون اعراق أمنياً وعسكرياً وسياسياً، ومحاولة تصوير الوضع في العراق بأنه يمثل خطراً على الوضع الإقليمي

والدولي وتهويل ذلك لتدويل القضية، والدعوة من بعض القوى الأجنبية بالتحالف الدولي للنيل من أمن العراق ووحدته واستقراره

وانتهاك سيادته تحت ذرائع واهية ومغلوطة لتكرار ما حصل في بلادنا سابقا وفي أفغانستان وباكستان وأدى إلى احتلال الأرض

وانتهاك العرض وتدمير المقدسات ونهب الثروات وقتل وتشريد الملايين وترويع الآمنين وإثارة النعرات وتمزيق البلاد وانفلات أمني

فيها لا يأمن أحد على نفسه ومآس لا تخفى على أحد.
ووفاء بالعهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء بقوله: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [آل

عمران:187] وقيامها منهم بهذا الواجب فإنهم يبينون ما يلي:


1- وجوب الرفض الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري في شئون البلاد وقضاياه الداخلية، ووجوب المحافظة على

سيادته من أي انتهاك يمس ديننا أو استقلالنا، أو وحدة أراضينا.


2- رفض أي وجود أو اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد.


3- الرفض المطلق لإقامة أي عدوان عسكري بري أو جوي على الشعب العراقي .


4- تحريم الإسلام قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم، ومن ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي.


5- تجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء واستخفاف بذمم وحرمات ابناء الوطن .


6- الدعوة إلى تشكيل لجنة من العلماء والقضاة والخبراء والمختصين للنظر في هذه الحوادث وأسبابها وآثارها والعمل على إيجاد

الحلول الشرعية لها.
7- دعوة جميع العراقيين رئيساً وحكومة وشعباً وكافة القوى المؤثرة والفاعلة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه

وسلم لقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ

الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}

[النساء:59]، والعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ورفع المظالم ورد الحقوق إلى أهلها

والاستجابة للمطالب المشروعة من أي طرف كان.


8- يناشد علماء الافتاء حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول

العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين لتأييد إخوانهم في العراق والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات

والتدخلات الخارجية.
وبعد هذا كله فإنه وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني فإن الإسلام يوجب على

أبنائه جميعاً الجهاد لدفع عدوان المعتدين وذلك حق مكفول في جميع الشرائع.


وأخيراً..
وبينما هذا البيان يعد للطبع تناقلت أجهزة الإعلام أخباراً إيجابية تفيد أن الرئيس الأمريكي وقائد قواته صرحا بأنهم لا يفكرون في

احتلال العراق أو إرسال قوات عسكرية إليها، وبناء عليه فإن لجنة المتابعة لهيئة علماء دار الافتاء ، لمتابعة القضايا الإسلامية تقدر

هذا الموقف من الإدارة الأمريكية وتطالبها بالالتزام بهذه السياسة على الدوام وتطلب من الحكومة العراقية الالتزام بالضوابط التي

أوضحها العلماء في هذا البيان بشأن الاتفاقيات الدولية لضمان استقلال البلاد ومنع أي تدخل أجنبي كما تطلب التأكيد على احترام

السيادة العراقية واستقلال البلاد ومنع التدخل في شئوننا الداخلية أو فرض أي شكل من أشكال الوصاية فإن أبناء العراق يعتبرون أيشيء من هذا القبيل هو عدوان عليهم وانتهاك لسيادتهم ومصادرة لحريتهم واستقلالهم.
وختاماً..
فإن علماء دار الافتاء العام يدعون أبناء المسلمين عموماً وأبناء الشعب العراقي خصوصاً للمبادرة للتوبة والرجوع إلى الله ولزوم

طاعته واجتناب معاصيه في كل حال والقيام بفرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة قال

تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30] وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً

مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل:112].


كما يندب العلماء الناس للقنوت في الصلوات طلباً للفرج من الله تعالى كما قال تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ} [الأنعام:43].


كما يهيب العلماء بجميع أبناء الشعب العراقي بأن يلتفوا حول ما جاء في هذا البيان وأن يطالبوا بما ورد فيه.


وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وحفظ على المسلمين دينهم وأمنهم ووحدتهم واستقرارهم.


الشيخ الدكتور


مهدي بن أحمد بن صالح الصميدعي


المفتي العام لأهل السنة في العراق


الاحد 18 – ذو الحجة – 1435 هجرية

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية خلال لقائه عددا كبيرا من العوائل الساكنة في العمارة المجاورة لجامع الروضة المحمدية ستكون دار الافتاء بالتعاون مع رئاسة ديوان الوقف السني سندا ورحمة عليكم .

مفتي الجمهورية خلال لقائه عددا كبيرا من العوائل الساكنة في العمارة المجاورة لجامع الروضة المحمدية ...

مفتي جمهورية العراق يبارك للشعب الفلسطيني هذا التأييد من الله والنصر الذي يعيد للأمة حياة الشجاعة والرجولة .

بارك سماحة مفتي جمهورية العراق _ بقلب وضمير تملئه البهجة والفرحة والعز والفخر العمل الاسلامي ...

مفتي الجمهورية خلال خطبة الجمعة اليوم 6 تشرين الأول ٢٠٢٣ مطالبنا التي نكررها في كل جمعة :

١. اصدار قانون العفو العام ٢٠ تعديل المادة ٥٧.. ٣. تعديل سلم رواتب العمال والموظفين. ...