بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي فرض علينا الحج وجعله طُهرة لنا من الأدران والذنوب والمعاصي , والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وأتباعه وسلم إلى يوم الدين وبعــد / لقد من الله سبحانه وتعالى على حجاج بيت الله الحرام بأن حجوا بيته الحرام ,, وأنهوا مناسكهم بيسر وسهولة كما ذكر الكثير بأن حج هذا العام كان ميسراً غاية التيسير ,,, والشكر بعد شكر الله عز وجل لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وإخوانه وأعوانه فبارك الله فيهم وسدد على دروب الخير خطاهم و جزاهم خير ما جزى به عباده الصالحين …. وقف الحجاج على صعيد عرفات فبكوا وذرفوا الأدمعَ ,,, بكوا وسألوا الله عز وجل في ذلك اليوم العظيم الذي يباهي الله بهم الملائكة ,,, بكوا وسألوا الله غفران الذنوب والمعاصي التي أسلفوها ,,, بكوا وسألوا الله من خيري الدنيا والآخرة ومرافقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً … ثم باتوا ليلتهم في المزدلفة تأسياً بسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ,,,, ثم قضوا يوم النحر وأيام التشريق في منى فرموا الجمار وسألوا الله من واسع فضله ,, ثم أمّوا بيت الله الحرام فطافوا فيه وقضوا مناسكهم ,,, ثم ودعوا منى بعد انقضى أيام التشريق وانتهى نُسكهم وسألوا الله سبحانه أن يتقبل منهم صالح الأعمال ويتجاوز عن الخطأ والنسيان والتقصير ,,, كل هذا العناء والتعب ومفارقة الأهل والمال والأوطان ومشقة السفر ومؤنته والأموال الطائلة التي بذلها الحجاج حتى يصلوا إلى هذه الديار ,, بل وبعضهم ـ في بعض البلدان العربية ـ يمكن سنوات طوال ينتظر دوره في الحج كل ذلك تكبده الحجاج حتى يعودوا مغفوراً لهم , يعودوا ممحصين مطهرين من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم فتراهم على صعيد عرفات وفي رحاب منى والمزدلفة يبكون ويسألون الله ذلك … لأنهم علموا علم اليقين أن الخسران لمن يعود من هذه الرحلة كما جاء ,,, يعود بذنوبه التي جاء بها إلى المشاعر المقدسة ,, يعود وقد خسر الأموال وناله من النصب والعذاب الشئ الكثير ولكنه لم ينل الثواب والأجر الذي وعد الله به عباده المتقين ,, يعود وما حرك الحج فيه شيئاً ,,, لأجل ذلك تراهم يحرصون كل الحرص على أن لا يشوب حجهم شائبة ولا تدنسه معصية لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وفي الحديث الآخر ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه ) بل كما يعلق الشيخ سعيد بن مسفر ـ حفظه الله ـ على هذا الحديث فيقول / بل هو أفضل من المولود , فالمولود بلا حسنات ولا سيئات , والحاج معه حسناته وقد تخلص من السيئات بالحج المبرور …. بعد كل هذا الجهد المبذول الجسمي والمعنوي والمادي يعود حجاج بيت الله الحرام إلى ديارهم بعد الحج المبرور يعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم بلا أدران ولا معاصي ولا ذنوب فيا راحلين من منى احفظوا حسناتكم يا راحلين من منى وقد أودعتموها الذنوب وسكبتم فيها العبرات وتخلصتم من السيئات حافظوا على التوبة النصوح بعد الحج وجددوا التوبة في كل آن وحين , وتجنبوا كل معصية كنتم تقترفونها قبل الحج … فيا راحلين من منى إن الخسران كل الخسران أن تعودوا ـ بعد الطُهرة من الذنوب والمعاصي لها مجدداً وتبدأ صحيفة الأعمال تسود بالذنوب والمعاصي فيا راحلين من منى احفظوا حسناتكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وصلى الله وسلم على نبينا صلى الله عليه وسلم
|