عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / اسباب تضخم الذات

اسباب تضخم الذات

 

 

 

 

اسباب تضخم الذات

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . هناك أسباب عديدة تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العجب إلى النفوس من أهما: * أولا: الجهل بالله عز وجل: العجب: كما تم تعريفه: هو أن ينسب المرء لنفسه نجاحاته ،وينسى أن الله عز وجل هو الذي أعانه على ذلك. فلو أيقن كل منا بان الله عز وجل هو الذي يمده بأسباب النجاح ما دخل العجب إلى نفسه. ففي الحديث القدسي (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ،ثم أوفيكم إياها ،فمن وجد خيرا فليحمد الله ،ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) قال مسروق (بحسب امرئ من العلم أن يخشى الله، وبحسب امرئ من الجهل أن يعجب بعلمه) * ثانيا: الجهل بالنفس: نحن جميعا نستمد قوتنا من الله عز وجل ،حتى الأنبياء والمرسلون، (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله)الأعراف:188 ثم أعطانا الله عز وجل إمكانات كالذكاء والبلاغة ولكن ليس لها أي قيمة بدون القوة الفاعلة من الله تعالى: حاجتنا إلى الله أشد من حاجة الرضيع إلى أمه، بلايين الخلايا داخل جسم الإنسان تحتاج في كل لحظة الى تعاهد ورعاية للاستمرار في أداء وظيفتها. لذلك كان من دعائه (صلى الله عليه وسلم) (وانك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة و ذنب و خطيئة، واني لا أثق إلا برحمتك). _ نعم الإنسان لديه إمكانات ،ولكن ما قيمتها بدون المدد الإلهي المتواصل ؟ ألم يقل سبحانه وتعالى لرسوله(صلى الله عليه وسلم):(فبما رحمة من الله لنت لهم) ال عمران :159 _ النفس: مجموعة من الشهوات والغرائز داخل الإنسان، فهي تسعى دائما للحصول على شهواتها .لا تنظر الى العواقب .كالطفل الذي لا يمل من الإلحاح على أبويه في الحصول على شيء قد يكون فيه ضرر كبير عليه *و شهوات النفس تنقسم إلى قسمين: شهوات جلية: من طعام و شراب و مال ونساء و ذهب و عقارات (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين و القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث) ال عمران:14 و شهوات خفية: من حب للتميز والعلو على الآخرين والإشارة إليها بالبنان، تأمل ما يحدث لك عند ما يمدحك شخص ما ، ألست تشعر بالسعادة ، إن الشعور الذي يتملكنا في مثل هذه اللحظات يطلق عليه الشهوة الخفية، معنى ذلك أن النفس لن تأمر صاحبها إلا بما يحقق شهواتها، فإذا ترك لها أحد الزمام ،وأحسن الظن بها فسيصبح حتما أسير لها . *ثالثا: إهمال تزكية النفس: من أسباب تضخم الذات ،عدم الانتباه لهذا الأمر منذ البداية ، وبالتالي عدم أخذ الحذر من هذا الداء وتركه يتسلل الى النفس ويتمكن منها . _يقول أبو حامد الغزالي : فالعبد إن لم يشتغل بتزكية نفسه بأنواع المجاهدات بقي خبيث الجوهر ،فإذا خاض العلم، صادف العلم منزلا خبيثا فلم يطب ثمره ولم يظهر في الخير أثره.. *رابعا : كثرة الأعمال الناجحة : قال الحسن البصري (لو كان كلام ابن ادم صدقا وعمله كله حسنا يوشك أن يخسر،قيل كيف يخسر؟ قال: يعجب بنفسه. فكثرة الأعمال الناجحة التي يقوم بها الإنسان تشكل سببا قويا في إمكانية تسرب داء العجب إليه إن لم ينتبه،لذلك فما أسهل اقتناعه بأنه بالفعل مميز عن الآخرين لان كلامه دوما مؤثر في الناس ،لا يكاد يترك فرضا بالمسجد ،منظم في شؤونه انه أمر شديد على النفس أن يكون صاحبها هكذا ولا خالجها لحظات العجب. خامسا: كثرة المدح: مدح شخص ما في وجهه من أخطر أسباب تضخم الذات ،وهذا أمر نلمسه جميعا ،ولقد انزعج رسول الله(صلى الله عليه وسلم)عندما رأى رجلا يمدح آخر في وجهه فقال له (ويحك ،قطعت عنق صاحبك ،لو سمعها ما أفلح ) لماذا يفلح؟ لأنه سيصدق نفسه بما استمع إليه من عبارات المديح ،فيتعاظم ويفتر عن العمل والاجتهاد وينسى ذنوبه .. سادسا: فكل صاحب السلطان ولو صغر: ،سيجد أمامه مساحة يتحرك فيها دون اعتراض من أحد ومن النادر أن يجرؤ أحد على انتقاده ،مما يؤدي إلى تسرب داء العجب لنفسه. فالنمرود لم يكن ليدعي الربوبية لو كان فقيرا مجهولا بين الناس. سابعا: قلة مخالطة الأكفاء وعدم وجود النصحاء: عندما يجد صاحب الإمكانات كل من حوله دونه في المستوى ،فان هذا بلا شك يهيئ نفسه أكثر لاستقبال داء العجب ،لأنه يرى أن رأيه و تفكيره هو الصائب. لذلك كان عمر بن الخطاب((رضي الله عنه))يقول (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي) ثامنا: تربية الأبوين: قد تكون التربية الأولى في المنزل لها دور كبير في تضخيم الذات ، من خلال اهتمام الأبوين بإشعار أبنائهما بتميزهم على أقرانهم ،فهم الأشرف نسبا أو جاها أو…. تاسعا: وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد أو في بيئته : فيتولد عن ذلك محاولته الدائمة لإثبات ذاته ،وتعويض نقصه بشتى الطرق. عاشرا: الاشتهار بين الناس: قال (صلى الله عليه وسلم): (كفى بالمرء فتنة أن يشار اليه بالأصابع )، وقال بعض السلف ( المتكلم ينتظر الفتنة، والمنصت ينتظر الرحمة ) فهذه أكثر الأسباب التي تسير دخول داء العجب إلى النفس ،وكلما كثرت الأسباب كان تأثيره على النفس أشد. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. الشيــخ ماجد محمد العجيلي

 

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..