كلمة مسؤول الدعوة والدعاة لمؤتمر علماء اهل السنة لتوحيد الفتوى وحقن دماء الامة

بســــــــــــــم الله الرحمــــــــــــن الرحيــــــــــم

                      م/توحيد الفتوى

الفتوى من الناصب الاسلامية الجليلة او الاعمال الدينية الرفيعة والمهام الشرعية الجسيمة . ينوب فيها الشخص بالتبليغ عن رب العالمين . ويؤتمن على شرعه ودينه وهذا يقتضي حفظ الامانة , والصدق في التبليغ .

اذا كان الانسان يفتخر بانه ممثل شخص رئيس دولة . ويعتز انه رسول وسفير له ويتولى حفظ اسراره وتبليغ ارائه . فكيف به وهو ينوب عن رب العالمين في الاخبار عن احكامه ونشر دينه , اخوة الحضور ان عمل المفتي يشبه عمل الانبياء والمرسلين , لان العلماء ورثة الانبياء . قال الامام النووي : الافتاء عظيم الخطر , كبير الموقع كثير الفضل ,لان المفتي وارث الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم . وقائم بفرض الكفاية . ولهذا قالو المفتي موقع عن الله تعالى . قال ابن المنكدر ( العالم بين الله تعالى وخلقه . فلينظر كيف يدخل بينهم ) وقال ابن القيم رحمه الله . مبينا مكانة المفتي ومسؤوليته واذا كان المنصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لاينكر فضله ولايجهل قدره : وهو من اعلى المراتب والمناصب , فكيف بمنصب التوقيع عن رب الارض والسموات , فحقيق بمن اقيم في هذا المنصب ان يعد له عدته , وان يتاهب له اهبته وان يعلم قدر المكان الذي اقيم فيه . ولايكون في صدره حرج من قول الحق والتصدع به فان الله ناصره وهاديه . وكيف وهو المنصب الذي تولاه رب الارباب يقول تعالى( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ )  النساء (127) اخوتي الحضور : ان اول من قام بوضيفة الافتاء الانبياء بعامه ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة . وهو امام المتقين وقدوة المفتين . وخاتم النبيين . وامين الله على وحيه .والمبلغ عنه دينه فكان عليه الصلاة والسلام . يبلغ احكالم الله تعالى للناس ويجاوب على اسئلة الصحابة فيما يتعلق بامور الشرع . ولم يكن منصب الافتاء معروفا في الدولة الاسلامية ولم يكن مستقلا عن القضاء . وكان الناس يتجهون الى العلماء والفقهاء يستفتونهم في امر الشرع وامر حياتهم .وفي القرن العاشر الهجري سنة 922 هـ نظم امور الفتوى . وبدأ اختيار المفتين من العلماء المعروفين بسعة العلم . والتزام الورع وكان العلماء منذ زمن الصحابة ومن بعدهم يتحرزون من الفتوى ويقدرون عظم المسؤولية فيها . ويحتاطون كثيرا عند اصدار الفتوى . قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما ( من افتى الناس في كل  مايسألونه عنه فهو مجنون ) وقال ابو حصين الاسدي ( إن احدهم ليفتي في المسالة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع اهل بدر ) .

وسئل الشعبي عن شيء , فقال :-لاادري . فقيل الاتستحي من قولك لاأدري وأنت فقيه اهل العراق ؟ فقال لكن الملائكة لم تستح حيث قالت : (لاعلم لنا الا ماعلمتنا ) البقرة (32)

اخوة الايمان  : كل ماذكرناه عن الفتوى لكي نصل بكم الى ان بعض شباب الاسلام اخذوا يفتون الناس في مسائل خطيرة ولم تكن لهؤلاء الشباب الاهلية الكاملة لكي يتصدروا مثل هذا العلم  وهذه الوضيفة الرفيعة فتصدر من هذا وذاك فتوى في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم واموالهم واعراضهم وغير ذلك . ونحن في هذا المسجد وفي هيئة افتاء اهل السنة والجماعة في العراق ندعوا كبار العلماء والذين لهم الاهلية في تصدر الافتاء لتوحيد الفتوى فيما بينهم لان الفتوى إن صدرت من اكثر من عالم تكون اقرب الى الصواب ولكي لاتصدر بعض الفتاوى من لاعلم لهم ولا أهلية في هذا العلم الجليل والله نسال ان يوفق الجميع ومنكم نستفيد  .

والســـلام عليكـــــم ورحمــــــة الله وبركاتـــــــــه

                                                  مكتـــــــــــب

                                                   الدعـــــــوة والدعــــــــــاة

                                                 محمد جميل الطائي

                                             10/11/2013