عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / بوابة المكتب السياسي / شــلال الدم العربـــــي

شــلال الدم العربـــــي

م/ شــلال الدم العربـــــي


الحَمْدُ للهِ المُتَفَرِدِ بالْعِزِ والإجلال ، المُتَفَضِلِ بالعطاءِ والإفضال ، مُسَخِرِ السَحابِ الثِقال ، جْلَ عن مثلٍ ومِثال ، وتعالى عن حِكَمِ الفِكرِ والخيال قديمٌ لم يزل ولا يزال ، يتفضلُ بالإنَعامِ فإن شُكِرَ زادَ وإن لم يُشكرَ أزال.أحْمَدُهُ تعالى على كلِ حالوأُصلي وأُسلم على رسولهِ محمدٍ أشرفِ من نَطَقَ من الخلقِ وقال وعلى صَاحِبِهِأبي بكرِ باذلِ النفسِ والمال وعلى عُمَر العادلِ فما جار ولا مال وعلى عثمانَ الثابتِ ثبوت الجبال وعلى عليٍ بحرِ العلومِ وبطلِ الأبطال.

لقد بات قتل المواطنين العرب على أيدي بعضهم البعض في حوادث الإجرام التي لا تتوقّف ، مشاهد متكرّرة، تكاد تكون مألوفةً ، نبيت ونصبح على أخبارها ، لتفجعنا بهولها ولتكدّر عيش وحياة كلّ “من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد “وكأنّ أخبار القتل اليوميّة في العراق، وأعمال التنكيل في محيطنا العربي والإسلامي لم تعُد كافيةً وهي تصمُّ الآذان وتقضُّ المضاجع.
فأن الاحداث التي يمر بها بلدنا العراق منطلقها واحد ، ألا وهو التأزُّم داخل البيوتوليس غريباً أن تسود في بيوتنا حالة التوتُّر والضجر والضغط، والعصبيّة، وقد تتفاقم أكثر وأكثر في المستقبل. فالضوائق الماليّة والاجتماعية والأسرية لا تنتهي ولكن رغم كلّ ذلك لا ينبغي لها أن تبلغ درجة إزهاق الأرواح وقتل النفس التي حرّم الله إلاَّ بالحقّ. لقد تحوّلت بعض بيوت المواطنين العراقيين إلى براميل بارود قابلةً للانفجار في كلِّ لحظةٍ، ولا يدري المراقب أين سيكون الانفجار القادم ومتى وكيف .تعدّدت الأسباب والمُصاب واحد .

فلا امان بغير ايمان ….

ليس مثل الإيمان صمَّام أمان للبيوت والمجتمعات. فالإيمان يردع صاحبه من الوقوع في أعراض النّاس ودمائهم، ويحول دون انتهاك الحرمات والولوغ في حقوق الآخرين بغير حقٍّ . كما أن الإيمان بالله يهذِّب النفس، ويردعها في ساعات التوتُّر والعصبيّة والغضب. إنّ البيوت التي تُبنى على التُقى والدين تعمُّها الرحمة والسكينة والرفق .فالقرآن الكريم جعل من نعم الله على عباده المودّة والرّحمة بين الأزواج : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)…. الروم: 21. أمّا الاحتكام إلى الماديّة في التعامل والتنازع بين الأزواج بندّيّةٍ وتحدٍّ كأنهما في ساحة صراع، فإنها توغر الصدور وتورث العداوة والشقاق، وقد تفضي إلى فضّ العلاقة الزوجيّة وتحويل البيوت إلى جحيم لا تُطاق الحياة فيه.
من هنا تظهر عظمة الهدي النبوي الشريف في إقامة البيوت على التقوى والإيمان

قالصلىاللهعليهوسلم : (إذاجاءكممنترضوندينهوخلقهفزوجوهإلاتفعلوهتكنفتنةفيالأرضوفسادكبير )رواهالترمذي. وقوله عليه الصلاة والسلام: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ). رواهالبخاريومسلم.نعم، انه عماد البيت الصالح الآمن المستقر أن يكون اختيار الزوجة، وقبول الخاطب بناءاً على معيار الدين والخُلق والتقوى والصلاح. إنهما يبدوان في عالمنا كعملةٍ صعبة المنال ، في زمن التقلُّب والضياع ، والصياعة والميوعة...

لقد بات كل خبر في أطراف الدنيا ينتقل بسرعة البرق إلى جميع زوايا العالم وأركانه ، ببث حي ومباشر ، فيتأثر به القاصي والداني. وكذلك، فان كل ما يجري في أي قرية من قرانا أو بيت من بيوتنا كأنها أخبار الأسرة الواحدة .وإننا لنأسف لما آلت إليه أحوال المسلمين والعرب من اللجوء إلى العنف لحل قضاياهم.بل بات العنف كلمة رقيقه إلى جانب الإجرام والقتل الذي يمارس في شوارعنا وبيوتنا ومياديننا العربية.
كم من مسيرة وإضراب ومظاهرة ومحاضرة عقدت على اثر الجرائم المتكررة في مجتمعنا ،ولكنها لم تردع القاتل القادم من إنفاذ جريمته ،وكأن كل ما سبقه لم يعنيه بشيء ولم يردعه عن فعل شيء. وكأنك بحاجة إلى متابعة كل مواطن بالغ والحديث إليه ليل نهار، وتحذيره وتذكيره ومساعدته في حل قضاياه منعاً لحدوث الجريمة المتوقعة القادمة . وقد كان يغني عن كل ذلك ان تشيع ثقافة الإيمان والدين، والتسامح واللين ، والقناعة وخفض الجناح في كل بيوتنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية منذ صف الروضة مروراً بكل المراحل الأخرى.

ونحن نؤمن أن لهذا الكون ربَّاً اسمه الجبّار ، يمهل ولا يُهمل ، ويملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يُفلته، وهو الذي يداول الأيام بين الناس. ورُبَّ دعوة مظلوم تسري في جنح الليل فيستجيب الله عزَّ وجلَّ لها فيقلب الكون من أجل نصرتها….. ومن يدرينحن على يقين بأنّ الله سيسوق لهذا الأمر فرجاً قريباً وفتحاً مبيناً ونصراً عزيزاً. وما ذلك على الله بعزيز .والله غالب على أمره

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية يهنيء السيد المالكي بتوليه منصب نائب رئيس الجمهورية ..

كلمةٌ مهمةٌ لسماحةِ مفتي الجمهورية _ ستموتُ أحلامُ الواهمينَ وتبقى حياةُ العراقيينَ بوحدَتِهِم ..

السلام على كل محب للعراق … السلام على كل شريف غيور يسعد بأمان وسلامة العراقيين ...

مفتي الجمهورية يستقبل في محل سكناه عددا كبيرا من شيوخ وأكادمي لجنة حكماء العراق ..

التقى سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ” رعاه الله تعالى ” ...