السائل مصطفى الصالحي يسأل _ عندي سدره بالبيت واريد اقطعها .ما هو الافتاء بذلك .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي (سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى وسلم على نبيه الأمين وآله الطاهرين وصحابته أجمعين وبعد : حفظكم الله تعالى ورعاكم _ لا أعلم مانعا شرعياً في قطع وقلع شجرة السدر إن لم تكن في الحرم أو يحصل بقطعها ضرر أوظلم للناس أعيانا وعوّام ، فالأصل في الأشياء الإباحة ، إلا إذا ترتب عليها إضرار بالناس، وقد وردت أحاديث تفيد النهي عن قطعها كما في سنن أبي داود ومصنف عبد الرزاق والمعجم للطبراني، وقال الهيثمي أخرجها البيهقي، وقال كلها منقطعة وضعيفة، وقد نقل الملا علي القاري عن العقيلي أنه قال: لا يصح في قطع السدر شيء، وقال أحمد ليس فيه حديث صحيح.
وقد ضعفها ابن القطان وابن الجوزي، وقد خص البيهقي الأحاديث إن صحت بسدر الحرم ، ويدل عليه ما في الطبراني: من قطع سدرة من سدر الحرم صوب الله رأسه في النار. وقال الهيثمي رجاله ثقات.
وقد حملها أبو داود على السدرة تكون بالفلاة يستظل بها الناس والبهائم فيقطعها القاطع عبثاً وظلماً بغير حق، وقد أفتى عروة والشافعي وأبو حنيفة والثوري بأنه لا بأس بقطعها، بل نقل صاحب عون المعبود عن عروة الإجماع على جوازه، واستدل عروة بقطع السلف لأعمدة السدر وجعلها في مصاريع الأبواب.
واستدل الشافعي بإجازة النبي صلى الله عليه وسلم غسل الميت بالماء وورق السدر، وراجع المقاصد الحسنة وكشف الخفاء وعون المعبود ومشكل الآثار للطحاوي، والآداب الشرعية لابن مفلح.
المكتب الاعلامي / دار الافتاء العراقية
الأحد 7 ربيع ثاني 1442 هجرية 22 تشرين ثاني 2020