السائل حسين سجاد العراقي يسأل _ السلام عليكم هل الأذان والإقامة في صلاة الجماعه واجب ام مستحب .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : بارك الله فيكم _ اتفق الفقهاء على أن الأذان من خصائص الإسلام وشعائره الظاهرة . ولكنهم اختلفوا في حكمه ، فقيل : إنه فرض كفاية : وهو مذهب الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن المعاصرين : الشيخ ابن عثيمين رحمه الله …. وقيل : إنه سنة مؤكدة .والصواب من القولين أنه فرض كفاية ، فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين …. ودليل ذلك من السنة :عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فسألنا عمن تركناه من أهلنا فأخبرناه ، فقال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا عندهم وعلموهم ومروهم ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم .رواه البخاري ( 602 ) ومسلم ( 674 ) …. وفي رواية للبخاري ( 604 ) : ” إذا أنتما خرجتما فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما ” . وفي رواية للترمذي ( 205 ) والنسائي ( 634 ) : عن مالك بن الحويرث قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عم لي فقال : ” إذا سافرتما فأذِّنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ” . صححه الألباني في ” إرواء الغليل ” ( 1 / 230 ) . فهذا الحديث دليل على أن الأذان فرض على الكفاية لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يؤذن من الجماعة واحد فقط ، ولم يأمر الجماعة كلها بالأذان . انظر : توضيح الإحكام (1/424) . قال النووي : فيه : أن الأذان والجماعة مشروعان للمسافرين ، وفيه : الحث على المحافظة على الأذان في الحضر والسفر . شرح مسلم ” ( 5 / 175 ) .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأحد 26 شعبان 1441 هجرية 19 نيسان 2020