امتازت عقيدة أهل الأثر المتمسكين بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم … عن عقائد غيرهم بخصائص منها :
1- وحدة المصدر: فلا مصدر يعتمدون عليه في تقرير عقائدهم، سوى الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ، ولا يعارضون ما ثبت من ذلك بقياس أو رأي أو هوى .
2- موافقتها للأدلة الصحيحة فطرة وعقلا ونقلا: فلا شيء أريح للنفس وأطمن للقلب من عقائد السلف، فهي تتفق تمام الاتفاق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة، ولن تجد بحمد لله معارضة أي منها لمقررات العقول أو صحيح المنقول، فلا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح صريح ألبتة.
3- الوضوح والسهولة: فلا تعقيد في فهمهم ولا صعوبة في شرحهم، بل يفهما الخاص والعام من الناس على اختلاف مستوياتهم، وتفاوت درجاتهم دون أدنى صعوبة، فعقيدتهم ليست بحاجة في فهمها سوى إلى سماع آياتها وأحاديثها، قال الإمام أبو مظفر السمعاني فيما نقله عنه الحافظ في الفتح 12/507 في بيان سهولة انقياد العامة لاعتقاد السلف واعراضهم وإضرابهم عن عقائد أهل الكلام والفلاسفة والمنحرفين من الخوارج والمرجئة ..
العوام جميعا .. لا يعرفون إلا الاتباع المجرد، ولو عرض عليهم هذا الطريق – طريق المتكلمين – ما فهمه أكثرهم، فضلا عن أن يصير منهم صاحب نظر، وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعض عليها بالنواجذ، والمواظبة على وظائف العبادات، وملازمة الأذكار بقلوب سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك، فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قطعوا إرباً إرباً، فهنيئا لهم هذا اليقين وطوبى لهم هذه السلامة ..
4- الثبات والاستمرار: فلا يزيدهم طعن الطاعنين إلا بريقا، ولا تشكيك المشككين إلا قوة وثباتا.
المكتب الاعلامي / دار الافتاء العراقية
السبت 4 شعبان 1441 هجرية 28 آذار 2020