السائل أبو عوف يسأل _ شيوخنا الأجلاء يجوز برد الأسكان أو تفليجها للجمالية وشكرا .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : بارك الله فيكم _ الأصل أنه لا يجوز وبرد الأسنان ولا تفليجها، لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريف، قال القرطبي رحمه الله : هذه الأمور محرمة، نصت الأحاديث على لعن فاعلها، ولأنها من باب التدليس ، وقيل من باب تغيير خلق الله تعالى. اهـ. فإن احتاج المرء إلى تفليج أسنانه لقبح منظرها أو لمرض ألمَّ بها، فلا بأس بذلك، لأنه لا يكون للحسن في هذه الحالة، ولكن ينبغي أن لا يتوسع في هذا الأمر إلا بقدر الحاجة، وإن تفليج الأسنان للأمر المذكور في السؤال، لا يعد حاجة مبيحة له، إذ العادة أن يتم تنظيف الأسنان دون حاجة إلى فُرج بينها، وهذا أمر معلوم عند الناس جميعا، فيُخشى على الأخ السائل إن هو فعل ذلك أن يدخل في اللعن المذكور في الحديث لعدم وجود حاجة معتبرة شرعا إلى فعله….. رَوَى النسائي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَلْعَنُ المُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ وَالمُوشِمَاتِ اللاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عَزَّ وَجَلَ ّ.. وَاتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ تَفْلِيجَ الأَسْنَانِ لِأَجْلِ الحُسْنِ حَرَامٌ، سَوَاءٌ في ذَلِكَ طَالِبَةُ التَّفْلِيجِ وَفَاعِلَتُهُ. َتَفْلِيجُ الأَسْنَانِ هُوَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الأَسْنَانِ سَوَاءٌ أَكَانَ خِلْقَةً، أَمْ بِتَكَلُّفٍ، بِأَنْ يَبْرُدَهَا بِالمَبْرَدِ وَنَحْوِهِ طَلَبَاً للحُسْنِ…. وَالمُتَفَلِّجَةُ: هِيَ التي تَتَكَلَّفُ بِأَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَ الأَسْنَانِ لِأَجْلِ الحُسْنِ…. وَقَدْ جَاءَ في وَصْفِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ خِلْقَةً.
يقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ، إِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ. رواه البيهقي في الدلائل والترمذي في الشمائل… وَبِنَاءً عَلَى ماذًكِرَ : َإِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ طَالِبَةُ تَفْلِيجِ الأَسْنَانِ مِنْ أَجْلِ الحُسْنِ فَهُوَ حَرَامٌ، لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللهِ تعالى، أَمَّا تَفْلِيجُ الأَسْنَانِ لِعِلَاجِ أَو عَيْبٍ في السِّنِّ فَلَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الإثنين 21 رجب 1441 هجرية 16 آذار 2020