قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: ” اليقين أن لا تُرضى الناس بسخط الله، ولا تحسد أحداً على رزق الله، ولا تلم أحداً على مالم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، فإن الله بقسطه، وعلمه، وحكمته، جعل الروح والفرح فى اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن فى السخط والشك [موسوعة ابن أبي الدنيا 1 / 35].
اليقين بالله : عن الحسن رحمه الله قال: قال لقمان – عليه السلام – لابنه: يا بني العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/34].
اليقين بالله : قال الحسن رحمه الله: يا أبن آدم، إن من ضعف يقينك: أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله – عزَّ وجلَّ . [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/36].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة..
قرأ رجل هذه الآية { وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا } فأقبل على سليمان الخواص فقال : يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره ثم قال : والله يا أبا قدامة لو عامل عبد الله بحسن التوكل عليه وصدق النية له بطاعته لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم وكيف يكون هذا يحتاج ومؤمله وملجأه إلى الغني الحميد ..
من عجيب أمر الرزق أنه أعرَفُ بمكانك وعنوانك ٬منك بمكانة وعنوانه ٬ فإنْ قُسِم لك الرزق جاءك بطرق عليك الباب ٬ وإنْ حُرمت منه أعياك طلبه ٬ لذلك يقول أحد الصالحين : عجبتُ لابن آدم يسعى فيما ضُمِن له ويترك ما طُلِب منه. من عجيب أمر الرزق أنه أعرَفُ بمكانك وعنوانك ٬منك بمكانة وعنوانه ٬ فإنْ قُسِم لك الرزق جاءك بطرق عليك الباب ٬ وإنْ حُرمت منه أعياك طلبه ٬ لذلك يقول أحد الصالحين : عجبتُ لابن آدم يسعى فيما ضُمِن له ويترك ما طُلِب منه..
إن التوكل على الله هو تفويض الأمور إلى الله عز وجل، والثقة بحسن اختيار الله فيما أمر به، والاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار الدينية والدنيوية؛ من حصول الرزق، وحصول النصر، وشفاء المرضى، وتفريج الكرب، وغير ذلك من منافع الدنيا، والاعتماد على الله في حصول المنافع الأخروية؛ كالإيمان، والهداية، والعمل الصالح، والعلم النافع، وغيرها.
إن التوكل فريضة قلبية وعبادة لا تنبغي إلا لله خالصة، وهي أفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد، ولا تقوم على كمالها إلا في خواص المؤمنين؛ كأمثال السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، كما سيأتي بيانه، وقد جعل الله التوكل شرطًا وعلامة للإيمان، فقال عز وجل : ” وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” [المائدة: 23]؛ فبالتوكل يتحقق الإيمان في القلب، وقد قيل: «من لا تَوكُّلَ له لا إيمان له»، وقال عز وجل: ” وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ” [آل عمران: 122].
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم البحوث
ربيع آخر 1441 هجرية تشرين ثاني 2019