فتوى رقم ( 841 )
السائلة ميسون العباسي تسأل _ شيوخنا الاجلاء السلام عليكم عندي سؤآل أمي تتلفظ بالكذب كثيرا وفي كل شيء وحرت معها انصحها تبدأ تتكلم بكلام شديد وماذا افعل افكر في هجرها مع العلم نصحت كثيرا .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين وآله الطاهرين وصحابته الطيبين ومن اهتدى بهديهم الى يوم الدين وبعد : السائلة الكريمة طبت بكل خير _ لا يخفى على المسلم أن الكذب محرم وهو من أقبح الأخلاق، فإن كانت أمك تكذب فعليك نصحها برفق وأدب، من غير إغلاظ أو تعنيف، فإن الوالدين ليسا كغيرهما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا تَرَكَهُ وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ.
واعلم أن حق الأم على ولدها عظيم، فلا يجوز لك هجر أمك إلا إذا تعين ذلك طريقا لإصلاحها فيجوز الهجر حينئذ بقدر الحاجة مع مداومة صلتها بوسائل أخرى كالإنفاق وغيره، وقد سئل الشيخ محمد صالح رحمه الله: هل يجوز الهجر للوالدين المسلمين إذا كان في مصلحة شرعية؟ فأجاب: نعم، إذا كان في هجر الوالدين مصلحة شرعية لهما فلا بأس من هجرهما، لكن لا يقتضي ذلك منع صلتهما، صلهما بما يجب عليك أن تصلهما به، كالإنفاق عليهما، في الطعام والشراب والسكن وغير ذلك.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الثلاثاء 4 ذو القعدة 1439 هجرية 17 تموز 2018
