عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 736 )

فتوى رقم ( 736 )

فتوى رقم ( 736 )
السائل أبو عائشة يسأل _ سماحة السيد المفتي اريد فتوى واحد قال عن صديقه رجل جاف ، يعني معقد هل هذا يعتبر غيبة الله يوفقك .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وصلاة الله تعالى وسلامه على خير خلقه محمد بن عبد الله وآله وصحبه وجنده وبعد : النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبين لنا الغيبة بضابط صريح (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ) قِيلَ: أَرَأَيْتَ إنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ) أخرجه مسلم (2589) .
وأخرج مالك في الموطأ (3/150) أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْغِيبَةُ؟ فَقَالَ: (أَنْ تَذْكُرَ مِنْ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (إذَا قُلْتَ بَاطِلًا فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ) ، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1992) .
والغيبة لا تكون إلا في غيبة الشخص وعدم حضوره ، وأما انتقاصه في حضرته ، فهو الشتم والسب ، وهو محرم أيضا .
قال صلى الله عليه وسلم : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) رواه البخاري برقم (48)، ومسلم (64) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ . التَّقْوَى هَاهُنَا – وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) رواه مسلم (2564) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وَالْأَرْجَحُ اخْتِصَاصُهَا بِالْغَيْبةِ مُرَاعَاةً لِاشْتِقَاقِهَا [أي أن الغِيبة بكسر الغين مشتقة من الغَيبة بفتح العين] ، وَبِذَلِك جزم أهل اللُّغَة ، قَالَ ابن التِّينِ : الْغِيبَةُ ذِكْرُ الْمَرْءِ بِمَا يَكْرَهُهُ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، وَكَذَا قَيَّدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَأَبُو نَصْرٍ الْقُشَيْرِيُّ فِي التَّفْسِير وابن خَمِيسٍ فِي جُزْءٍ لَهُ مُفْرَدٍ فِي الْغِيبَةِ وَالْمُنْذِرِيُّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنْ آخِرِهِمُ الْكِرْمَانِيُّ ، قَالَ : الْغِيبَةُ أَنْ تَتَكَلَّمَ خَلْفَ الْإِنْسَانِ بِمَا يَكْرَهُهُ لَوْ سَمِعَهُ ، وَكَانَ صِدْقًا ” انتهى من “فتح الباري” (10/469) .
وقال الجرجاني “الغيبة: ذكر مساوئ الإنسان في غيبته وهي فيه، وإن لم تكن فيه فهي بهتان، وإن واجهه فهو شتم” انتهى من ” التعريفات ” (ص163) .
والخلاصة : قولك عن أخيك المسلم بأنه “رخم” وهي تعني في اللهجة العاميّة : الشخص الثقيل ، الذي يكون مكروه المجالسة من حيث ثقل طبعه وكلامه وطريقته : هو الغيبة المحرمة ولو كنت قلتها في حالة غضب ؛ لأن الغضب لا يبيح لك أن تنال من عرض أخيك الذي لم يظلمك .
وقد جاء في الغيبة الوعيد الشديد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فبادر إلى التوبة والاعتذار إلى أخيك إن وصل إليه ما قلته فيه ، فإن لم يصل إليه فإنك تستغفر الله تعالى وتدعو لأخيك.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الخميس 8 رمضان 1439 هجرية 24 آيار 2018

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1605 ) حكم عمل على الأنترنت الية العمل تكون بمشاهدة 10 ثواني من 10 أفلام اجنبية ويعطيك مقابلها ارباح هل يجوز العمل مع هذه الشركة.

السائل عماد الجبوري يسأل السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته يوجد عمل على الأنترنت الية العمل ...

فتوى رقم ( 1604 ) صحة حديث مَنْ لمْ يهتم بأمر المسلمين .

السائل مهدي عبد الله من بغداد يسأل _ السلام عليكم ورحمة الله سؤآلي هل فعلا ...

فتوى رقم ( 1603 ) الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ..

وردت أسئلة كثيرة يسأل السائلون فيها عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف … أجاب على ...