فتوى رقم ( 719 )
السائل أبو عياش من الفلوجة يسال _ سماحة المفتي ما هو حكم رجل حلف كذب وهو صائم ، ةكيف أكفر عن هذا اليوم بارك الله بيك .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله صحبه أجمعين وبعد : السائل الكريم تحية طيبة لك _ تعمد الكذب يمين غموس ، وهو من كبائر الذنوب _ روى الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. وكونها في رمضان أشد؛ لأن المعصية يعظم إثمها بحسب الزمان والمكان.
وكفارته؛ كثرة الاستغفار، والتوبة النصوح ، هذه الكفارة عند جمهور أهل العلم، وذهب الشافعية إلى أن فيه كفارة يمين … إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد ، صام ثلاثة أيام. وهذا الأحوط لك أن يكون مع التوبة كفارة يمين.
و قولك: كيف أكفر عن هذا اليوم من رمضان _ نقول لك وبالله تعالى التوفيق _ أن الصوم لا يفسد بالمعاصي التي لا تتعلق بشهوتي البطن والفرج، وإنما تؤثر تلك المعاصي على أجر الصيام، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما وى البخاري (1903) (6057) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) .
الْمُرَاد بِقَوْلِ الزُّورِ : كل قول باطل ، فيشمل الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور . . . وكل قول محرم.
وَالْعَمَلِ بِهِ أَيْ بالزور ، وهو العمل بالفواحش والمنكرات . انظر : تحفة الأحوذي .
والجهل هو العمل بالمعاصي كلها . قاله السندي في حاشية ابن ماجه .
قال الحافظ : قَوْلُهُ : ( فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) قَالَ اِبْن بَطَّال : لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يُؤْمَرَ بِأَنْ يَدَعَ صِيَامَهُ , وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ التَّحْذِير مِنْ قَوْلِ الزُّورِ وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ . . . وهُوَ كِنَايَة عَنْ عَدَمِ الْقَبُولِ . . . فَالْمُرَاد رَدّ الصَّوْم الْمُتَلَبِّس بِالزُّورِ وَقَبُول السَّالِم مِنْهُ . . . وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيِّ : مُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا ذُكِرَ لا يُثَابُ عَلَى صِيَامِهِ , وَمَعْنَاهُ أَنَّ ثَوَاب الصِّيَام لا يَقُومُ فِي الْمُوَازَنَةِ بِإِثْم الزُّور وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ .اهـ
والمقصود أن جميع المعاصي تؤثر على الصيام ، فينقص بذلك ثواب الصيام ، وقد ينعدم الثواب بالكلية إذا كثرت المعاصي .
. وقد ورد في الحديث الشريف: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش. والصوم إنما شرعه الله لتحقيق التقوى؛ كما قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:183}. فمن صامت جوارحه عن المفطرات ولم يصم عما يغضب رب الأرض والسماوات فإنه لم يحقق حكمة الصوم.
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأربعاء 30 شعبان 1439 هجرية 16 آيار 2018
