ذكر الضيف إذا نزل بقوم
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : (( نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين أصبعيه ويجمع السبابة والوسطى)) قال شعبة: (هو ظني وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى بين أصبعين) ثم أتي بشراب فشربه، ثم ناوله الذي عن يمينه، قال فقال أبي – وأخذ بلجام دابته – : ادع الله تعالى لنا فقال: ((اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم )) (1).
وعن أنسٍ – رضي الله عنه – : أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – جَاءَ إِلَى سعد بن عبادة – رضي الله عنه – فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ ، فَأكَلَ ، ثُمَّ قَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – : (( أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ ؛ وَأكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ)) (2).
(1) – رواه مسلم في الأشربة، رقم (2042)، وقوله ( وطبة ) بالواو وإسكان الطاء وهكذا رواه النضر بن شميل راوي هذا الحديث عن شعبة والنضر إمام من أئمة اللغة، وفسره النضر فقال: الوطبة الحيس يجمع التمر البرني والأقط المدقوق والسمن0 وقوله: ( ويلقي النوى بين إصبعيه ) أي يجعله بينهما لقلته ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر وقيل كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمي به .
(2) – رواه أبو داود رقم (3854).، قال النووي في رياض الصالحين إسناده صحيح.