أيها المسلمون الفتن على ابواب البيوت فاحذروها ….علامات خمسة من اشراط الساعة انقضت
*- توقُّف الجزية والخراج[1]:
كانت الجزية التي يدفعها أهل الذمة في الدولة الإسلامية، والخراج الذي يدفعه مَن يستغل الأراضي التي فتحت في الدولة الإسلامية من أهم مصادر بيت مال المسلمين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ذلك سيتوقف، وسيفقد المسلمون بسبب ذلك مورداً إسلامياً مهماً، ففي “صحيح مسلم” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“منِعَت العراق درهمها وقفيزها[2]، ومنعت الشام مُدها[3] ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتُّم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم”. ثم قال أبو هريرة: “شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه”.
والقفيز والمد والإردب مكاييل لأهل ذلك الزمان في تلك البلاد، وبعضها لا يزال معروفاً إلى أيامنا، والدرهم والدينار أسماء للعملات المعروفة في ذلك الوقت، ومنع تلك البلاد للمذكورات في الحديث بسبب استيلاء الكفار على تلك الديار في بعض الأزمنة، فقد استولى الروم، ثم التتار على كثير من البلاد الإسلامية، وفي عصرنا احتل الكُفَّار ديار الإسلام، وأذهبوا دولة الخلافة الإسلامية، وأبعدوا الشريعة الإسلامية عن الحكم، قال النووي في تعليقه على الحديث: “الأشهر في معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان، فيمنعون حصول ذلك للمسلمين.
ويدل على هذا ما رواه مسلم من حديث أبي نضرة قال: يوشك أهل العراق أن لا يُجْيَى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَل العجم يمنعون من ذلك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجْبَى إليهم دينار ولا مُدْي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبَل الروم، ثم سكت هُنَيْهَة…” الحديث.
وقيل: إن منع الجزية والخراج من هذه البلاد؛ لأن أهل هذه البلاد يرتدّون آخر الزمان، فيمنعون ما لديهم من الزكاة وغيرها، وقيل: معناه أن الكفار الذين عليهم الجزية تقوى شوكتهم في آخر الزمان، فيمتنعون مما كانوا يؤدونه من الجزية والخراج… وغير ذلك. اهـ (انظر شرح النووي على مسلم: 18/20
*- شيوع وانتشار الأمن والرخاء في البلدان:
عاش المسلمون زمناً في مكة والمدينة، وهم ما بين قتال الأعداء وترقُّب لحروب ومعارك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مع تقدُّم السنين واقتراب السَّاعَة؛ سيكثر الأمن ويعم الرخاء.
فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعَة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضُلال الطريق[4] وحتى يكثر الهرج، قالوا: ما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل” (قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ويؤيد هذا ما أخرجه البخاري من حديث خبَّاب بن الأرت رضي الله عنه قال:
“أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة – وقد لقينا من المشركين شدة – فقلت: يا رسول الله، ألا تدعو الله لنا، فقعد وهو مُحْمَرٌّ وجهه، فقال: والله ليتمن الله هذا الأمر؛ حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون”.
وأخرج البخاري أيضاً عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
“يا عدي، هل رأيتَ الحِيَرةَ؟[5] قلت: لم أرها وقد أُنْبِئْتُ عنها، قال: فإن طالت بك حياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينةَ ترتحلُ من الحِيرة حتى تطوفَ بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، يقول عدي: قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّارُ طَيِّيء الذين قد سَعَّرُوا البلاد، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولئن طالت بك حياة لتُفْتَحَنَّ كنوزُ كِسْرى: قلتُ: كسرى بن هُرْمُز؟ فقال النبي: كسرى بن هرمز، قال عدي: فرأيتُ الظَّعِينةَ ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز”.
وقفة:
ستقع هذه العلامة كذلك في آخر الزمان، كما أخبر الحبيب العدنان صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“الأنبياء إخوة لعلات[6]، أمهاتهم شتَّى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل – ثم ذكر في الحديث -: ويهلك الله في زمانه المسيح الدَّجَّال ثم تقع الأمانة[7] على الأرض؛ حتى ترتع[8] الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيَّات لا تضرهم”.
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً عادلاً…، ثم قال: وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص[9]؛ فلا يُسعَى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال، فلا يقبله أحد”
*- قتال الترك _التتار والمغول:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن قتال كبير سيكون بين المسلمين وبين الترك، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم الترك بأوصاف دقيقة؛ فلم يخرجوا عما قال، ووقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إبَّان هجوم المغول والتتار على البلاد الإسلامية واجتياحهم لها.
أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعَة حتى تقاتلوا قوماً، نعالهم الشعر[10]، ولا تقوم السَّاعَة حتى تقاتلوا قوماً، كأن وجوههم المَجَانُّ[11] المُطْرَقة[12]”.
• قال سفيان: زاد في رواية: “صغار الأعين،ْ ذُلف الأنوف[13]”.
• وفي رواية للبخاري ومسلم: “تقاتلون بين يدي السَّاعَة قوماً نعالهم الشعر، كأن وجوههم المجان المطرقة، حُمْر الوجوه، صغار الأعين”.
• عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“إن من أشراط السَّاعَة، أن تقاتلوا قوماً ينتعلون نِعال الشَّعر، وإن من أشراط السَّاعَة أن تقاتلوا قوماً عِراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة” (رواه البخاري وأحمد .
والمقصود بهؤلاء: هم الترك (التتار والمغول) الذين اجتاحوا البلاد الإسلامية عام (656ه-1258م) كما جاءت الأحاديث توضح ذلك.
فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعَة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك [14] صغار الأعين، حُمر الوجوه، ذُلْف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة”.
• ولمسلم: “لا تقوم السَّاعَة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر”.
• وفي رواية لمسلم أيضاً وفيها: “لا تقوم السَّاعَة حتى يقاتل المسلمون التُّرك، قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشَّعْر ويمشون في الشعر”.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعَة حتى تقاتلوا خُوزاً[15] وكَرْمَانَ[16] من الأعاجم: حُمْر الوجوه، فُطْس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر”.
وأخرج أبو داود عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل ناس من أُمَّتِي بغائط[17] يُسمُّونه البصرة [18] عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جسر يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين – وفي رواية: “وتكون من أمصار المسلمين”- فإذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطوراء[19]، عِراض الوجوه، صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقةٌ يأخذون أذناب البقر والبرية، وهلكوا، وفرقةٌ يأخذون لأنفسهم، وكفروا، وفرقةٌ يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم، ويقاتلونهم وهم الشهداء”.
والحديث حسَّنه عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه على “جامع الأصول” وضعَّفه البعض؛ لأن فيه سعيد بن جمهان، وثقه عدد من أهل العلم إلا أن البخاري قال عنه: في حديثه عجائب.
فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال:كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعناه يقول: إن أُمَّتِي يسوقها قوم عِراض الوجوه، صغار الأعين، كأن وجوههم الجُحَف، ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السائقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية، فيهلك بعض، وينجو بعض، وأما الثالثة، فيصطلمون من بقي منهم[20]، قالوا: يا نبي الله، مَن هم؟ قال: هم الترك، قال: أما والذي نفسي بيده ليربِطُن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين” (أخرجه أحمد [21] وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد أيضاً عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا تقوم السَّاعَة حتى تقاتلوا قوماً صغارَ الأعين، عِراض الوجوه، كأن أعينهم حدق الجراد، كأن وجوههم المجانَّ المطرقة، ينتعلون الشَّعر، ويتخذون الدرق، حتى يربطوا خيولهم بالنخل” (سنده صحيح.
قال النووي صلى الله عليه وسلم: “وقد وُجد قتالُ هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم: “صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلْف الأنوف، عِراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر” فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات. (شرح مسلم: 18/37.
ذكر القرطبي في “التذكرة”: “أن الترك خرجوا ثلاث مرات على المسلمين، وكان خروجهم الأخير تدمير بغداد، وقتلهم الخليفة والعلماء والفضلاء، ثم أوغلوا في البلاد حتى ملكوا الشام مدة يسيرة، ودخل رعبهم البلاد المصرية، إلى أن تصدَّى لهم الملك المظفر الملقب بـ(قطز) في معركة “عين جالوت”، فتفرَّقت جموعهم، وكفى الله المؤمنين شرهم.
وقفة وعظة:
نعلم جميعاً أن النجاة هي في طاعة الرحمن ورسوله العدنان صلى الله عليه وسلم، وأن الذلة والصَّغار كُتِبتْ على مَن يخالف شرع الرحمن.
فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“وجعل الذلة والصغار على مَن خالف أمري”.
وقد خالف المسلمون أمر الحبيب الأمين صلى الله عليه وسلم، عندما قال في الحديث الذي أخرجه أبو داود بسند حسن “باب ما جاء في النهي عن تهييج الترك والحبشة:
“اتركوا الترك ما تركوكم” (صحيح أبي داود: 3610) و(هو في السلسلة الصحيحة: 772.وعند النسائي بلفظ: “دَعوا الحبشة ماوَدعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم”.حسنه الألباني في “صحيح سنن النسائي”: 3176
فلما خالفوا التوجيه النبوي بعدم تركهم للترك؛ جاءت العاقبة عنيفة مريرة، حيث اجتاح التتارُ ديار الإسلام في كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
يقول ابن كثير صلى الله عليه وسلم كما في “البداية والنهاية” 7/87: وقد قَتَلَ “جنكيز خان” من الخلائق ما لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم، ولكن كان البُداءة من “خوارزم شاه”، فإنه لما أرسل جنكيز خان تُجاراً من جهته معهم بضائع كثيرةٌ من بلاده، فانتهوا إلى إيران، فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه، وأخذ جميع ما كان معهم، فأرسل جنكيز خان إلى خوارزم شاه يستعلمه: هل وقع هذا الأمر عن رضًى منه، أو أنه لا يعلم به، فأنكره؟ وقال فيما أرسل إليه: “من المعهود من الملوك أن التُّجَّار لا يقتلون؛ لأنهم عمارةُ الأقاليم، وهم الذين يحملون إلى الملوك ما فيه التحف والأشياء النفيسة، ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك، فقتلهم نائبك، فإن كان أمراً أمرتَ به، طلبا بدمائهم، وإلا فأنت تُنْكِرُه، وتقتصُّ من نائبك.
فلما سمع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيز خان، لم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عُنُقِهِ، فأساء التدبير، وقد كان خَرَّفَ وكَبُرَتْ سِنُّه، فلما بلغ ذلك جنكيز خان، تجهَّز لقتاله، وأخذ بلاده، فكان بِقَدَرِ الله تعالى ما كان من الأمور التي لم يُسْمع بأغرَبَ منها، ولا أبشع. اهـ.
وقد زحف التتار في نحو مائتي ألف مقاتل بقيادة “هولاكو” إلى بغداد سنه 656هـ، وحاصروها حصاراً محكماً، وضيقوا عليها الخناق، ثم وضعوا السيف في رقاب أهلها، فقتلوا الخليفة العباسي “المستعصم بالله” قتلة شنيعة بعد أن أعطوه الأمان، وقتلوا جميع مَن قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشباب، ومنهم العلماء والأئمة والأمراء، وارتكبوا الفواحش، ودخل كثير من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا أياماً لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب فيفتحها التتار، إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم؛ فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة؛ فيقتلونهم بالأسطح، حتى تجرى الميازيب[22] من الدماء في الأزقة، وكذلك في المساجد والجوامع والرُّبط، ولم ينجُ منهم أحدٌ سوى أهل الذِّمة من اليهود والنصارى، ومَن التجأ إليهم، أو إلى الوزير ابن العلقمي ، وهو الذي دعا ملك التتار لدخول بغداد، وقد ظل التتار على هذه الحال أربعين يوماً؛ حتى أصبحت عاصمة الخلافة خاوية على عروشها، وسالت دروبها بدماء القتلى، وانتنت الجيف، وحلَّ بها وباءٌ شديد، سرت عدواه إلى بلاد الشام، وقُدِّرت أعداد القتلى من المسلمين في بغداد بثمانمائة ألف، وقيل: ألف ألف وثمانمائة، وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفسٍ، وهذا عدا مَن قُتِل بيد التتار في البلاد الجزرية، وحلب، وحمص، وحماه، ودمشق، ونابلس، وغزة… وغيرها، فضلاً عما أوقعوه من مذابح ودمار في البلاد المشرقية، التي مروا بها قبل دخول العراق، مثل بلاد ما وراء النهر، وخراسان، وطبرستان، وأذربيجان… وغيرها من المدن والأقاليم الإسلامية، وكانوا لا يمرون ببلد إلا عملوا على قتل رجالها وسبي نسائها، واسترقاق صبيانها، ونهب أموالها، وتخريب ديارها، وحرق عمرانها، وطمس آثارها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وكل هذا بشؤم مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:
“اتركوا التركَ ما تركوكم”.ولا يخفى علينا ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر، فهو صورة مصغرة مما وقع من “جنكيز خان” حيث أوقع العدو الدَّمار والهلاك والبوار والدمار والتقتيل والتشريد والتجويع، ونسف المباني، وإهلاك البنية التحتية، وما أشبه الليلة بالبارحة.
________________________________________
[1] انظر “القيامة الصغرى” لعمر سليمان الأشقر.
[2] القفيز: مكيال معروف لأهل العراق، قال الأزهري: “هو ثمانية مكاكيك، والمكوك: صاع ونصف، ويقدر بخمسة أوسق تقريباً.
[3] المُدي: مكيال لأهل الشام، “يسع خمسة وأربعين رطلاً، وقيل: يسع تسعة عشر صاعاً.
[4] لا يخاف إلا ضُلال الطريق: يعني لا يخاف من قُطَّاع طريق ولا لصوص، وإنما يخاف أن يضل الطريق ويضيع فقط، أما على نفسه وماله فهو أمن.
[5] الحِيرة: مدينة في العراق على ثلاثة أميال من الكوفة، وقد وقعت هذه العلامة في زمن الصحابة رضي الله عنهم، وستقع كذلك في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
[6] علات: أي ضرائر، قال ابن الأثير في “النهاية” (3/291:”أخوة لعلات”: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، وأراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة.
[7] الأمانة: أي الأمنة والسلام..
[8] ترتع: أي تلعب..
[9] القلاص: الناقة الشابة..
[10] نعالهم الشعر: أي من جلود، فيها شعر الحيوانات غير مدبوغة..
[11] المَجَانُّ: جمع “مِجنَّ”، وهو الترس، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم وجوههم بالترس (وهو ما يحمله في يده يتَّقِي به ضربات السيوف والنبال يعني: أن وجوههم مستديرة.
[12] المُطْرَقة: من أطرقَ، وهي التي عُليت بطارق، وهو الجلد الذي يغشى المجن، ومنه طارق النعل، إذا صيرها طاقاً فوق طاق، وركب بعضها فوق بعض، فشبه وجوههم في عرضها، ونتوء وجناتها بالترس، وقد أُلْبست الأطرقة، فمعنى “المَجَانُّ المُطْرَقة” أي: التروس التي كُسيت جلْداً، وشبه وجوههم بالترس لبسطتها وتدورها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
[13] ذلْف الأنوف: الذَلَف في الأنف: استواء في طرفه، وليس بالغليظ الكبير، والمقصود: هو انخفاض قصبة الأنف وانفراشه.
وقال النووي في “شرح مسلم” (5/761: معناه فطس الأنوف، يعني: قصارها مع انبطاح.
[14] والترك ليسوا بسكان تلك المنطقة الجغرافية التي أتى التقسيم بها بعدُ – أي ليسوا سكان “تركيا” الحالية في إقليم الأناضول المعروف بـ(أسيا الصغرى، ولكن المقصود بـ(الترك هم سكان شمال أسيا مما يتاخم أوربا، ومنهم: الصين، ومنغوليا، وفيتنام، وكوريا، وتايلاند، وأجزاء من سيبيريا.
وقد ذكر المؤرخون: أن لنوح عليه السلام ثلاثة أولاد ذكور: حام وهو أبو الحبش، وسام وهو أبو العرب والفرس والروم، ويافث وهو أبو الترك والصقالية.(جرت العادة أن يطلق اسم الترك على الشعوب التي تقطن وراء جبل القعاس.
[15] خوزاً: هي من بلاد الأهواز من عراق العجم، بلاد خوزستان.
[16] كَرْمان: هي بلاد مشهورة من بلاد العجم، يحدها من الغرب بلاد فارس، ومن الشمال خاراسان (انظر فتح الباري: 6 /607
ويشبه هذا الوصف: أهل الصين واليابان وكوريا ومَن حولهم، فهم فطس الأنوف، صغار الأعين، وجوههم عريضة مستديرة.
[17] الغائط: المطمئن من الأرض.
[18] البصرة: الحجارة البيض الرخوة، وبها سُمِّيَت البصرة..
[19] بنوا قنطوراء: هم الترك، كما قال الخطابي: ويُقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم عليه السلام ولدت له أولاداً، جاء من نسلهم الترك”، فبعد أن هاجم المغول والتتار البلاد الإسلامية، قضوا على الخلافة العباسية، فدمَّروا بغداد، وألقوا الكتب العلمية في نهر دجلة، حتى اسْوَدَّ ماؤه وقتلوا آخر خلفاء بني العباس عام 656ه، وهو المعتصم بالله، ثم تابعوا هجومهم، وربطوا خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم تماماً.
[20] فيصطلمون من بقي منهم: أي: فيحصدون من بقي في المرة الثالثة، والاصطلام: افتعال، من الصلم: وهو القطع.
[21] قال أبو الخطاب عمر بن دحية: “هذا سند صحيح” اهـ، ورواه أبو داود رقم (4305 في “الملاحم، باب في قتال الترك”: “وفي إسناده بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي، وهو صدوق لين الحديث، وباقي رجاله ثقات. (انظر جامع الأصول بتعليق عبد القادر الأرناؤوط:10/377(“التذكرة”: ص 676
[22] الميازيب: جمع “ميزاب” وهو الذي يُجْعَل من الخشب أو الحديد… ونحوه، ويوضع في أطراف الأسطح، فيسيل منه الماء ويُضْبَط أيضاً “مزراب”.