الاخت سلمى عبد من بغداد تسأل
انا متزوجة ومشكلتي مع زوجي انهُ يصدق بكل شيء يقولونه أهلهُ عني من غير دليل فيقوم بضربي وشتمي وتتكرر هذه الحالة عدة مرات وحاولت ان ابين لهُ الامر واذكرهُ بقول الله تعالى ((إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ …) ولكن لم يجدي نفعاً … ولقد مللت من العيش معه فماذا تنصحوني ؟ افتونا جزاكم الله خيراً
فأجاب سماحة المفتي الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( رعاه الله )
عليكِ ان تصبري وتحتسبي واكثري من الدعاء له ولأهله مع ضرورة الابتعاد عن الشبه التي تثير والله معك ومن خرج عن شيء منه لله حفظه الله عليه أو أعاضه الله ما هو أجلُّ منه، كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله وأختار السجن على الفاحشة فعوّضه الله أن مكّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال فتزوجها فلما دخل بها قال: هذا خيرٌ مما كنت تريدين. .وقال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: لا يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك.
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (2/635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/253) وإسناده لا بأس به. ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196). وبذلك ايتها الأخت الفاضلة عليك ان تصبر وتحتسب والله عزوجل سيهدي زوجك وأهله وسيكون الثمن على قدر الصبر والمشقة رعاك الله برعايته ..
مكتب الدعوة دار الافتاء العام في العراق
الخميس 17 ذي الحجة 1436 هجرية الموافق 1 تشرين أول 2015