عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / بوابة المكتب السياسي / تحقيق المناط في النصوص المُستدل بها

تحقيق المناط في النصوص المُستدل بها

بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق المناط في النصوص المُستدل بها
الحمد لله الذي ارسل رسله بالبينات وانزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز وصلى الله على محمد وعلى اصحابه واهل بيته الطيبين الطاهرين.
أما بعد…
هنا صورة أخرى: إذا كان المجتمع كافراً أو أكثريته كافرة ورفضت الشريعة فهذه مسألة مختلفة تماماً عن الأولى مرتبطة بشرط (القدرة والإمكان)كما نص عليه أهل العلم، فمن الخطأ أصلاً افتراض صورة لا يتحقق فيها شرط القدرة والإمكان، ثم يعمم حكمها على مواضع القدرة والإمكان، وعلى الصورة السابقة يردُ بعض كلام العلماء الذين نقل عنهم البعض، وهنا من الخطأ أن تُخضع للنظم الديمقراطية أو الليبرالية بل تخضع لمنهاج سيد المرسلين في سيرته ومنهجه في تفاوت (الضعف والقوة) و (القدرة والعجز) كما يقرِّره علماء الشريعة كابن تيمية بقوله:

(..وصارت تلك الآيات في حق كل مؤمن مستضعف لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه، وصارت آية الصَّغار على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية ونحوها كان المسلمون يعلمون في آخر عمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلى قيام الساعة؛ لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق ينصرون الله ورسوله النصر التام.

فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأمَّا أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون). [الصارم المسلول، 244، دار الكتاب العربي]

من هذا النص الثمين يتبين أن أكثر النصوص التي اُستدل بها في تقرير هذه المسألة تُنزَّل على الواقع السابق الذي ذكره ابن تيمية، تُنزَّل على واقع المسلم الضعيف أو الأقلية المسلمة الضعيفة في مجتمع كافر. أمَّا في حال القوة فلا خيار ولا إيمان لمن لم يتحاكم إلى شريعة الرحمن.

بعض الإخوة – مثلاً – استدل على ذلك في حال النجاشي (وأنه كان ملكاً وبيده السلطة والقوة، ومع ذلك لم يُحاول أن يفرض تطبيق الشريعة بالإجبار)! انظر ماذا يقول علماء الشريعة من أمثال ابن تيمية عن هذا التقرير: (وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام بل إنما دخل معه نفر منهم.. وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت بل قد روي أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدِّ الزكاة الشرعية؛ لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم.. والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإن قومه لا يقرونه على ذلك وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها). [منهاج السنة النبوية، 5/111،112،113] أظن أن الأمر هنا أوضح بكثير من التعليق عليه!

فالمقصود من هذه المسألة أن كثيراً من الآيات التي اُستدل بها لم يتحقق بها مناط الاستدلال؛ بل إن عدداً من المفسرين كالقرطبي وابن الجوزي وغيرهم ذكر أنها آيات مكيَّة نزلت قبل الهجرة، ومن ثمَّ فهي في واقع مجتمعي مختلف عما يراد أن يقرَّر له.

الحقوقي
السيد عبد الباسط الصميدعي
مديرمكتب السياسي
1/2/2015

المكتب الاعلامي

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية يهنيء السيد المالكي بتوليه منصب نائب رئيس الجمهورية ..

كلمةٌ مهمةٌ لسماحةِ مفتي الجمهورية _ ستموتُ أحلامُ الواهمينَ وتبقى حياةُ العراقيينَ بوحدَتِهِم ..

السلام على كل محب للعراق … السلام على كل شريف غيور يسعد بأمان وسلامة العراقيين ...

مفتي الجمهورية يستقبل في محل سكناه عددا كبيرا من شيوخ وأكادمي لجنة حكماء العراق ..

التقى سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ” رعاه الله تعالى ” ...