بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ»؟ قَالَ : قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ : «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ»؟ قَالَ: قُلْتُ: }اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ{ . قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ :«وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» [رواه مسلم] .
وإن المتأمل في كثرة مواطن الأمر بقراءة هذه الآية في كل يوم يعلم يقينا أهمية تدبرها وتأملها ومحاولة الوقوف على كنوزها .
وآية الكرسي اشتملت على عشر جمل مستقلة كما ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله في تفسيره (٣.٩/١)؛ وكل جملة تفيد معنى مستقلاً بذاته وهي كالتالي :
١/ ( الله لا إله إلا هو ).
٢/ ( الحي الْقَيُّوم ).
٣/ (لا تأخذه سنة ولا نوم ).
٤/ (له مافي السماوات ومافي الأرض ).
٥ / (من ذَا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ).
٦/ (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم).
٧/ ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ).
٨/ (وسع كرسيه السماوات والأرض ).
٩/ (ولا يؤوده حفظهما).
10/ ( وهو العلي العظيم ).
وذكر الله في آية الكرسي خمسة من أسمائه الحسنى وهي ( الله ؛ الحي ؛ الْقَيُّوم ؛ العلي ؛ العظيم ).
قال الشيخ السعدي رحمه الله :(فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العُلى ) تفسير السعدي (١١./١).
وذكر الله في هذه الآية أقسام التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ؛ قال الشيخ السعدي رحمه الله 🙁 فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ).تفسير السعدي (١١./١).
وقد اشتملت هذه الآية العظيمة على بيان الملك التام لله سبحانه وتعالى والعلم التام والقدرة التامة .
واشتملت أيضا على نفي الشركاء والأنداد فلا شريك له ولا ند ولا مماثل .
واشتملت أيضا على نفي شفاعة الشفعاء إلا بإذنه وتحدي من يزعم أنه له حق في الشفاعة ؛ فبين سبحانه أن لا شفاعة إلا بإذنه بشروطها المعروفة .
واشتملت أيضا على تنزيه الله عن النقائص ومشابهة المخلوقين .
فسبحان من أعجز بكلامه البلغاء وسبحان من جعل كلامه غذاء للقلوب والأرواح لا تمل من ترديده ولا تزداد مع كثرة تلاوته إلا حبا له ورغبة في الزيادة من فهمه وفقه .
فاللهم وقفنا لفقه كلامك وفهمه وتدبره والعمل به والدعوة إليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .