الباب الرابع عشر في صلاة الكسوف المسألة الثالثة وقتها و المسألة الرابعة كيفيتها وما يقرأ فيها
المسألة الثالثة : وقتها
وقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي » .
المسألة الرابعة: كيفيتها وما يقرأ فيها
وكيفيتها: ركعتان. يقرأ في الأولى جهراً- ليلاً كانت أو نهاراً- الفاتحة، وسورة طويلة، ثم يركع طويلاً، ثم يرفع، فيسمع، ويحمد، ولا يسجد. بل يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم. لقول جابر: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم شديد الحر، فصلى بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام، فصنع نحو ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات».
ويسن أن يعظ الإمام الناس بعد صلاة الكسوف ويحذِّرهم من الغفلة والاغترار بالدنيا ويأمرهم بالإكثار من الدعاء والاستغفار؛ لفعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد خطب الناس بعد الصلاة وقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا، وصلوا وتصدقوا».
فإذا انتهت الصلاة قبل الانجلاء فلا تعاد، بل يذكر الله، ويكثر من دعائه؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم». فدلَّ على أنه إنْ سَلَّمَ من الصلاة قبل الانجلاء تشاغل بالدعاء. وإذا تم الانجلاء وهو في الصلاة أتمها خفيفة، ولا يقطعها.