الأحكام الأصولية والفرعية لا تتم إلا بأمرين:
(1) وجود الشروط.
(2) وانتفاء الموانع.
وهذا أصل كبير مطرد الأحكام يرجع إليه في الأصول والفروع فمن فوائده:إن كثيراً من نصوص الوعد بالجنة وتحريم النار ونحو ذلك قد ورد في بعض النصوص ترتيبها على أعمال لا تكفي وحدها بل لابد من انضمام الإيمان وأعمال أخرى لها.
وكذلك في نصوص ترتيب دخول النار أو الخلود فيها على أعمال لا تستقل بهذا الحكم بل لابد فيها من وجود شروطها وانتفاء موانعها. وبهذا الأصل يندفع إيرادات تورد على أمثال هذه النصوص.
والجواب الصحيح: أن يقال فيها ما ذكر في النصوص الصحيحة من الوعد والوعيد فهو حق وذلك العمل موجب له ولكن لابد من وجود الشروط كلها وانتفاء الموانع فإن الكتاب والسنة قد دلا دلالة قاطعة على أن من معه إيمان صحيح لا يخلد في النار كما دل الكتاب والسنة أن المشرك محرم عليه دخول الجنة وأجمع على ذلك السلف والأئمة، وأنه قد يجتمع في الشخص الواحد إيمان وكفر وخير وشر وموجبات الثواب وموجبات العقاب وذلك مقتضى النصوص ومقتضى حكمة الله ورحمته وعدله (من كتاب القواعد والأصول الجامعة للشيخ عبد الرحمن السعدي ص36 ، 37. ).
مكتب الدعوة والدعاة