بسم الله الرحمن الرحيم
إلي عقلاء هذه الأمة وأبنائها المخلصين
ان الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا اما بعد .
إن أولي واجبات الداعي لدين الله تعالي لكي يمارس الدعوة أن يكون لديه تصور واضح عن الإسلام حيث أنه موضوع الدعوة
* إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ* سورة آل عمران
فلابد أن يكون لديه تعريف واضح وشامل عن الإسلام ولديه القدرة علي عرض الإسلام بصورة واضحة وشاملة للمنهج الذي جاء به النبي صلي الله عليه وسلم مع القدرة علي بيان محاسن هذا الدين وأنه جاء فعلا لسعادة البشرية
* قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ* سورة آل عمران
* وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ* سورة فصلت
ومن المعلوم أنه قد غلب علي كثير من المسلمين الفهم القاصر للإسلام حيث صوروه وحصروه في دائرة العبادات والرقائق والأخلاقيات .
لذا يتطلب الأمر تصحيح نظرة الناس للإسلام ولانكتفي في تصحيح هذه النظرة أن نقول أن الإسلام نظام شامل وكامل بل لابد أن يكون لدينا فعلا تصورا عن شموله وكماله.
لذا نحتاج:
أن نحدد أصول هذا المنهج ومرتكزاته التي يقوم عليها مع بيان أن هذا الدين كفل لنا السعادة الدنيوية والأخروية متي استقمنا علي منهجه
* وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا* سورة الجن
* وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ* سورة الاعراف
*وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ* سورة المائدة
هل الدين مقيد ومكبل لحريات الإنسان؟
____________
فقد يترآي لبعض الناس أن الدين جاء ليضيق علينا الحياة ويكبل حرية الإنسان في الإنطلاق نحو الحياة وهذا مما لاشك فيه كنتيجة لجهلهم بالدين فهؤلاء لم يعطوا فرصة لأنفسهم لكي يدرسوا هذا الدين ويقفوا علي مقاصده.
فنقول لهؤلاء لماذا تنظرون إلي احكام الشريعة بهذه النظرة ولا تنظرون إليها أنها عاصمة للإنسان من الضياع والهلاك.
فالله الذي خلق الإنسان هو الذي شرع لنا هذه الآحكام فهو وحده يعلم ما يصلح هذا المخلوق وما يفسده ليس الإ الله تعالي *أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ*سورة الملك
كما أنه لا مصلحة لله تعالي في فعلك للطاعات فهذا لا يزيد في ملك الله من شيئا وكذلك لا مضره علي الله في فعلك للمعاصي والمخالفات فهذا لا ينقص من ملك الله شيئا.
فربكم الذي خلقكم هو الغني الحميد.
*وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ* سورة إبراهيم
*وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ* سورة العنكبوت
ولذلك قال سليمان عليه السلام
*هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ* سورة النمل
ويقول الله تعالي *وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* سورة لقمان
فلا بد أن يستقر داخل نفوسنا أنه لا مصلحة لله فيما شرعه لنا ولا مضره عليه في عدم تنفيذنا لشرعه _ وإنما شرع سبحانه هذه الشريعة لصالح الإنسان.
وإليكم هذا المثل:
_______
إذا وضعت إدارة المرور قواعد لسير السيارات والمشاة ووضعت الحواجز؛هل وضعت ذلك لتضيق علي الناس أم حماية لهم حتي لاتقع الحوادث والكوارث والمصادمات؛ فقواعد المرور وضعت لتنظيم حركة السير سواء للمشاة أو السيارات وحتي تأمن لهم السلامة.
ولله المثل الأعلي :
____________
فهل تري أن الله شرع هذه الأحكام ليضيق علينا أم أنها أحكام من أجل سلامة الإنسان ومصلحته فهذا مفهوم لابد أن يستقر داخل النفوس وعندها سنقبل أحكام الله وشريعته بطواعية نفس لأنها فعلا ماشرعت إلا لتحقق لي مصالحي في العاجل والأجل وتدفع المضار في العاجل والأجل.
لا إسلام بل استسلام
______________–
فلا يصلح أن أكون مسلما دون استسلام وانقياد لشرع ربي
*فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا* سورة النساء
إسلام إبراهيم عليه السلام (صورة الإسلام المطلوبة)
________________________
فإبراهيم عليه السلام لما ناداه الله تعالي لبي نداء ربه وأقبل بكليته علي ربه مستسلما منقادا لأوامره وشرعه والأمر لم يقتصر علي إبراهيم عليه السلام ولكنه وصي أولاده أن يستمسكوا بدين ربهم حتي يموتوا علي ذلك.
*وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ*إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ*وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* سورة البقرة
وصية ربكم إلينا( أن نحيا بالإسلام وأن نموت علي الإسلام)
___________________________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * سورة آل عمران
فالمؤمن مستسلم ومنقاد ومستجيب لكلام ربه وهذا مسلكه دوما مع كتاب ربه وهدي نبيه صلي الله عليه وسلم
*إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* سورة النور
أما المنافق والفاجر فهو مستجيب لهواه منقاد لشهواته وماتمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء علي الرغم أنه يعلن بلسانه بل ويجهر أنه قد آمن بالله وبالرسول ولكنها كلمة لم تتعدي جوفه ولا رصيد لها في حياته.
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ*وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ*وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ*أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* سورة النور
وقال تعالي في سورة البقرة:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ*يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ*وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ*أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ*
فالله تعالي أوجب علينا جميعا الدخول الشمولي في الإسلام وحذرنا من اتباع خطوات الشيطان فانه ما زال بالمرصاد للإنسان ليفسد عليه دينه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
فلا يسع المسلم إلا أن يقول لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك وأنا عبدك المطيع لك بين يديك.
المجتمع المسلم
__________
والسمة الأساسية التي تميز بها المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات التي يطبق فيها أنظمة غير الإسلام أن هذا المجتمع يقوم علي قاعدة العبودية لله وحده في أمره كله.
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ* سورة يوسف
*وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ* سورة البينة
فهو مجتمع يعتقد وحدانية الله تعالي وأن الشعائر التعبدية لا تصرف لغيره كما أنه مجتمع لا يتلقي قوانينه إلا من ربه دون سواه
*شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ* سورة الشوري
فهو مجتمع لا تضيع فيه الحقوق ولا تهمل فيه الواجبات ؛مجتمع تتحقق فيه العدالة والمساواة والأمن ؛مجتمع متواصل متعاون متحاب لا أحقاد فيه ولا ضغائن.
*فأذا نظرنا وقلنا :
ماهي الأسباب الرئيسية لفساد المجتمعات الإسلامية
________
*1_ الإعراض عن منهج الله تعالي .
*2_مؤمرات أعداء الإسلام المستمرة ومكائده.
حوار هادئ
__________
*هل من الممكن أن يعيش الإنسان وتحيا البشرية بلا منهج
ومن الممكن أن نطرح السؤال بصورة آخري؟
هل نحن في حاجة إلي منهج نعيش من خلاله ولا تصلح الحياة بغيره
منقول : منتديات انا سلفي.