عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / كيفية التعامل مع الناس (5)

كيفية التعامل مع الناس (5)

 

 

 

 

 كيفية التعامل مع الناس (5)

خامساً ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . الاستفادة من الأحداث: كل يوم تطلع فيه الشمس تتجدد أحداث وتمر حوادث، وعلى المعلم اللبيب والمربي الحكيم أن يفيد من هذه الحوادث والأحداث في توجيه التعليم وتأكيد التربية كما هو حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: روى مسلم عن جابر رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق، داخلاً من بعض العالية، والناس كَنَفتيه (أي جانبيه) فمرَّ بجَدْيٍ ميت أسك، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله! لو كان حيّاً كان هذا أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: فوالله! للدنيا أهون على الله من هذا عليكم”. كم يتكرر علينا مثل هذا الحادث أو قريباً منه ثم لا نوليه أدنى اهتمام. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ؛ فإذا بامرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبياً في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا، والله! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها”. كان يمكن أن يذهب هذا الحديث دون تعليق، لكن النبي الحكيم صلى الله عليه وسلم أفاد منه أي إفادة؛ وهكذا ينبغي لنا، وحين نطيل التأمل في مثل هذا الحادث فإننا سنجد فيه فرصة للإفادة في جوانب أخرى؛ فكما أشار النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سعة رحمة الله؛ فإننا نجد فيه فرصة للتذكير بحق الوالدين، وتقلُّب الدنيا بأهلها؛ إلى غير ذلك. وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: “كنا جلوساً ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته؛ فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فافعلوا”. كم نرى القمر ليلة البدر؟ كم نراه ونحن مع أولادنا أو مع طلابنا، ثم لا نجد فرصةً أن نُذَكِّر برؤية المؤمنين لربهم في الجنة؟ وكم يمكن أن نفيد من رؤية القمر مثلاً بالتذكير بالصلاة وعظمتها، وأنها نور (والصلاة نور) والتذكير بقيمة الجمال ومحبة الناس له؟ ولن نعدم توجيهاً لو أعملنا أذهاننا. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ حرير، فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها، فقال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من لين هذه؟ لَـمَناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين”. قد يقول قائل: إن هذا خبرُ غيبٍ جاء النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي وليس لنا إلى ذلك سبيل، فنقول: نعم! ولكن لنا سبل أخرى، فنستطيع أن نُذَكِّر عند جمال الدنيا وحسنها بنعيم الجنة، وبنار الدنيا وعذابها عذاب الآخرة: “ناركم هذه التي يوقِد ابن آدم، جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم”. كثيراً ما نجلس ونحن نحيط بالنار نستدفئ أو نصنع طعاماً؛ فكم يمكن أن نستفيد من هذا الحادث؟ يمكن أن نقول للمتربين: أرأيتم النار كيف تلتهم الحطب؟ كذلك الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ويمكن أن نقول ونحن نحس بالدفء إن هناك من المسلمين من يتقلب في العراء لا يجد له بيتاً يُكِِنُّه، ولا ناراً يستدفئ بها. إن الحادث الواحد قد يكون فيه فرص للتوجيه في جوانب عدة. نعم! قد لا يكون من المناسب أحياناً استعراض جميع جوانب العبرة في الحادث، لكن علينا أن نأخذ منه أنفع وألصق شيء بالحال. إن أي حادث يجري فإنه يمكن أن يفاد منه في التربية والمربي البارع لا يترك الأحداث تذهب سُدى بغير عبرة وبغير توجيه. وإنما يستغلها لتربية النفوس وصقلها وتهذيبها. ومزية الأحداث على غيرها من وسائل التربية أنها تُحدِث في النفس حاله خاصة هي أقرب للانصهار. إن الحادثة تثير النفس بكاملها، وترسل منها قدراً من حرارة التفاعل والانفعال يكفي لصهرها أحياناَ، أو الوصول بها إلى قرب الانصهار.والمثل يقول: اضرب والحديد ساخن؛ لأن الضرب حينئذ يسهِّل الطرق والتشكيل. وإن ما تمر به الأمة اليوم من حوادث وفتنٍ متتابعة ليعتبر من جهة أخرى فرصة لصياغة الشخصية المسلمة صياغة جادة ثابتة مثمرة، وأكبر شاهد على ذلك الجيل الفريد الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم في خضم الحوادث والمحن قبل الهجرة في مكة وكذا بعد الهجرة في الحوادث التي زاغت بها الأبصار؛ ففي مثل تلك الأوضاع الشديدة كانت الشخصية المسلمة تصاغ. ويوماً بعد يوم، وحدثاً بعد حدث، كانت هذه الشخصية تنضج وتنمو وتتضح سماتها.

الشيــخ ماجد محمد العجيلي

 

 

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية يلتقي في حرم جامع أم الطبول الجامع الأم عددا من الشباب طلاب العلم الشرعي ويشحعهم على اصوليات المذهب ..

مفتي الجمهورية يلتقي في حرم جامع أم الطبول الجامع الأم عددا من الشباب طلاب العلم ...

وقائع الاحتفالية التي اقامتها الامانة العامة لدار الافتاء لمرور 12 عشر سنة على اعادة افتتاحها في وسط العاصمة العراقية بغداد .

وقائع الاحتفالية التي اقامتها الامانة العامة لدار الافتاء لمرور 12 عشر سنة على اعادة افتتاحها ...

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...