((بسم الله الرحمن الرحيم))
حديث اليوم (اناوكافل اليتيم في الجنة كهاتين )
قوله : ( أنا وكافل اليتيم ) أي القيم بأمره ومصالحه ، زاد مالك من مرسل صفوان بن سليم كافل اليتيم له أو لغيره ووصله البخاري في ” الأدب المفرد ” والطبراني من رواية أم سعيد بنت مرة الفهرية عن أبيها ، ومعنى قوله له بأن يكون جدا أو عما أو أخا أو نحو ذلك من الأقارب ، أو يكون أبو المولود قد مات فتقوم أمه مقامه أو ماتت أمه فقام أبوه في التربية مقامها . وأخرج البزار من حديث أبي هريرة موصولا من كفل يتيما ذا قرابة أو لا قرابة له وهذه الرواية تفسر المراد بالرواية التي قبلها…. قوله : ( وأشار بإصبعيه السبابة ) في رواية الكشميهني ” السباحة ” بمهملة بدل الموحدة الثانية ، والسباحة هي الأصبع التي تلي الإبهام سميت بذلك لأنها يسبح بها في الصلاة فيشار بها في التشهد لذلك ، وهي السبابة أيضا لأنها يسب بها الشيطان حينئذ . قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجنة ، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك . قلت : قد تقدم الحديث في كتاب اللعان وفيه ” وفرج بينهما ” أي بين السبابة والوسطى ، وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي – صلى الله عليه وسلم – وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى ، وهو نظير الحديث الآخر بعثت أنا والساعة كهاتين الحديث ، وزعم بعضهم أنه – صلى الله عليه وسلم – لما قال ذلك استوت إصبعاه في تلك الساعة ثم عادتا إلى حالهما الطبيعية الأصلية تأكيدا لأمر كفالة اليتيم . قلت : ومثل هذا لا يثبت بالاحتمال ، ويكفي في إثبات قرب المنزلة من المنزلة أنه ليس بين الوسطى والسبابة إصبع أخرى…… الشيخ محمدجميل الطائي مكتب الدعوة والدعاة