عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 1552 ) تفسير حديث عائشة حول الطاعون ..

فتوى رقم ( 1552 ) تفسير حديث عائشة حول الطاعون ..

أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين وآله وصحبه أجمعين وبعد : حفظكم الله تعالى _ عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَنْ يشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ فِي الطَّاعُونِ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ .. رواه البخاري .

الطاعون لغة: جاء في لسان العرب أنه: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد له الأمزجة والأبدان

( لسان العرب، مادة (طعن ).

وهذا التعريف غير دقيق، بل الصحيح ما جاء في المعجم الوسيط: داءٌ وَرَمِيٌّ وبائي سببه مكروب يصيب الفئران، وتنقله البراغيث إلى فئران أخرى وإلى الإنسان ( المعجم الوسيط، (طعن ).

ويؤيده ما ورد في التعريف الاصطلاحي الذي ذكره النووي: الطاعون: قروح تخرج في الجسد فتكون في الآباط أو المرافق أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن، ويكون معه ورم وألم شديد، وتخرج تلك القروح مع لهيب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء ( صحيح مسلم بشرح النووي (14/204)، وانظر عمدة القاري (21/256)، والمنتقى (7/198)، وفتح الباري (10/180).

ويؤيد ما ذهب إليه النووي الحديث الذي روي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: ” غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط “.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” على أنقاب [أبواب] المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال .. رواه البخاري (1781) ومسلم (1379). وأطال ابن حجر في بيان الفرق بين الطاعون والوباء في فتح الباري 10/181-191. ومِما قال: ” الوباء غير الطاعون وَمَن أطلق على كل وباء طاعونا فبطريق المجاز، قال أهل اللغة: الوباء هو المرض العام.. “.

قال السمهودي: ” وفي الصحيح قول أبي الأسود: قدمت المدينة وهم يموتون بها موتاً ذريعاً، فهذا وقع بالمدينة لكنه غير الطاعون “. خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي، ص17. وحديث أبي الأسود رواه البخاري (2500) كما يلي: ” عن أبي الأسود أنه قال: أتيت المدينة، فوافقتها وقد وقع بها مرض، فهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرت به جنازة، فأثني على صاحبها خيراً، فقال: وجبت وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني عليها شراً، فقال عمر: وجبت. فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ” قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: ” وثلاثة ” قال: فقلنا: واثنان؟ قال: ” واثنان ” ثم لم نسأله عن الواحد”.

المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى

الأربعاء 16 رجب 1441 هجرية 11 آذار 2020


عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...