السائل هشام أبو عبد الله يسأل _ السلام عليكم إخواننا في دار الافتاء العراقية سؤآلي … هل يكون آثما إذا قاطع أقاربه من الدرجة الثانية اتقاء شرهم مثل الحسد، والسخرية، وتمني الشر، وإظهارهم غير ما يبطنون، علما بأنه لم يسئ إليهم أبدا، وكان دائما معاونا لهم في أوقات شدتهم، ولكنهم ردوا الإحسان بالإساءة والمكر.

اجاب على السؤآل سماحة مفتيث جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي مفتي جمهورية العراق ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه وبعد : السائل الكريم _ قطيعة الرحم الواجب صلتها من كبائر الذنوب، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
و إساءة الأقارب لا تبيح قطيعتهم، قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها .أخرجه البخاري. وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. أخرجه مسلم . 
 لكن إن كانت صلة الرحم يترتب عليها ضرر محقق، فليست واجبة حينئذ.

قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.

المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى

الخميس 25 صفر 1441 هجرية 24 تشرين اول 2019