عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الدعوة والدعاة / كمـــا تدين تــــــــــــدان ؟؟

كمـــا تدين تــــــــــــدان ؟؟

أخي المسلم …. لابد أن نتعلم أمر هام … ومفيد ونحفظ الدرس جيدا ، كما تدين تدان …. وأعلم يا أبن آدم أن ما تفعله اليوم سوف يعود عليك في الغد … سواء كان شرا او خيرا …فحكمة الله في خلقه ثابتة ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة … فان فعلت الخير ستحصد خيراً وان فعلت شرً سوف تحصد شراً ، ولا تظن بأن الله غافل عما تعمل ، فالله سبحانه مطلع وعليم بكل شيء … ولكن يمهل ولا يهمل …… ويؤخر الحساب لحين وأجل مكتوب ، اتمعن في هذه القصة من واقع …

عائلة …. كانت تعيش متوسطة الحال  ، في احدى المدن الكبيرة ، مكونة من ولدين و بنت واحدة … والأم ، والأب ، و كان الأب يعمل في إحدى الدول العربية ، ويسافر باستمرار تاركا والديْن مسنيين .. والأطفال والام المسنة التي رفضت أن يقيم معهم ، وتركتْه يعيش في غرفة وحيدا فوق السطوح في غرفة متواضعة وترفض أن يقيم معها بالمنزل ، رغم أن الاب ساء منها والزوج والابناء ولكنها كانت ترفض باستمرار طلبهم متحججة بضيق المكان ، فكان يعيش في غرفته الصغيرة كأنه منبوذ وخادم .

تركت الام اطفالها الصغار قائلة لهم : خذوا يا اطفال وارسموا  ما تريدون ،أعطت الأم  لأبنائها الثلاثة  اوراقا و الوانا ليرسموا عليها ما يريدون وما يتخيلونه ، وذهبت بعدها حتى تعطي بعض بواقي الطعام لوالدها المريض في غرفته ، فلقد كان مصاب بدور من البرد الشديد يمنعه من الحركة من الفراش .

عادت من غرفة والدها لتشاهد ما رسمه أطفالها الصغار ، وحتى ترى رسم أولادها وموهبتهم الابداعية ، فرأت الام رسم ابنتها فوجدته جميلا جدا وهو عبارة عن بعض الازهار الحمراء والشمس مشرقة والسماء صافية ، وكان الابن الاكبر فوجدته يرسم السيارات ،  و الأشخاص يعبرون الطريق واشارات المرور ، وهنا وجدت  ابنها الصغير يرسم مربعات متشابكة متداخلة سوداء ، اقتربت منه بهدوء وهي تبتسم بتعجب و سألته عما يرسم فهي لا تفهم شيء منه .

قالت له وهي تقبل راسه : ماذا ترسم يا بني وما تلك الدوائر السوداء، فقال لها بفرح كبير :هذا بيتي يا أمي  عندما اصبح رجلا كبيراً ، فابتسمت بحنان وهي تنظر لتلك الدائرة البعيدة معزولة عن المنزل وقالت له بتعجب : و سألته عن الدائرة الوحيدة ما هي ؟

فقال لها ببراءة شديدة هذه غرفتك يا أمي لا تقلقين لم انسك ابدا  ، سوف  أضعك فيها عندما تكبرين وانا اكبر  كما تضعين جدي في الغرفة المعزولة فوق سطح المنزل ، وسوف اتركك هناك حتى وانت مريضة لان المنزل لن يكفينا جميعا كما تقولين دوما ….. وهنا انهارت الأم من الفزع والرعب ، ومن  شدة الصدمة و أخذت تبكي من كلام طفلها الصغير و ما سمعته من ابنها الصغير الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام  ….وهو لا يدرك الأشياء ، وعرفت بأن تلك الدنيا صغيرة جدا وما تفعله اليوم سوف يفعل فيها وما فعلته مع والد أبيه

من سوء معاملة سوف يعاملها أطفالها بنفس الطريقة عندما تكبر ، وتحتاج أن يحتضنوها ويشعروها بالأمان والحنان والرعاية كما اعتطهم لسنوات طويلة  في شبابها وحياتها ولكنهم …. إلا أنها تفاجئت بالعكس فسمعت من صغيرها ما لم يكن يخطر على البال … كما تديــــــــــــــــــــن تدان …. سيفعلون بها  ما كانت تفعله مع جدهم … من هجران ولا مبالاة وقسوة .

يا طالب الدنيا الدنية إنــها ‍ شرك الردى وقرارة الأقذار
دار متى ما أضحكت في يومها أبكــت غداً تبا ًلها من دار

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ مَرَّةً ، وَإِلَى رِجْلَيْهِ أُخْرَى ، هَلْ يَرَى عَلَيْهِ مِنَ الْبُؤْسِ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ : كَمْ مَالُكَ ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقُلْتُ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ لاَبْتَغَى الثَّالِثَ ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ . فَقَالَ عُمَرُ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ ، قَالَ : فَمُرْ بِنَا إِلَيْهِ ، قَالَ: فَجَاءَ إِلَى أُبَيٍّ ، فَقَالَ : مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ أُبَيٌّ : هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : أَفَأُثْبِتُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَثْبَتَهَا.أخرجه أحمد 5/117(21428)….. وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما : هلاك الناس في ثلاث: الكبر. والحرص. والحسد ؛ فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس , والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة , والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل. …… عن الفضيل بن عياض قال : حدثني رجل أن رجلاً خرج بغزلٍ فباعه بدرهمٍ ليشتري به دقيقاً فمر على رجلين كل منهما آخذ برأس صاحبه .
فقال : ماهذا؟
فقيل : يقتتلان في درهمٍ ، فأعطاهما ذلك الدرهم ، وليس له شئٌ غيره ، فأتى إلى إمرأته فأخبرها بما جرى له فجمعت له أشياء من البيت فذهب ليبيعها ، فكسدت عليه ، فمر على رجلٍ معه سمكةُ قد أروحت – أي تغيرت رائحتها –
فقال له : إن معك شيئاً قد كسد ، ومعي شيئاً قد كسد ، فهل لك أن تبيعني هذا بهذا ؟ فباعه ، وجاء الرجل بالسمكة إلى البيت وفال لزوجته : قومي فأصلحي أمر هذه السمكة ، فقد هلكنا من الجوع .
فقامت المرأة تصلحها فشقت جوف السمكة ، فإذا هي بلؤلؤةٍ قد خرجت من جوفها ، فقالت المرأة : يا سيدي قد خرج من جوف السمكة شئٌ أصغر من بيض الدجاج ، وهو يقارب بيض الحمام .
فقال : أريني ، فنظر إلى شئٍ ما رأى مثله فطار عقله ، وحار لبه ، فقال : أظنها لؤلؤةٌ .
فقالت : أتعرف قدر اللؤلؤ ؟!
قال : لا ، ولكن أعرف من يعرف ذلك .
ثم أخذها وانطلق بها إلى أصحاب اللؤلؤ ، إلى صديقٍ له جوهريٌ ، فسلم عليه ، فرد عليه السلام وجلس إلى جانبه يتحدث ، وأخرج تلك اللؤلؤة ، وقال : انظر كم قيمة هذه ؟
قال : فنظر زماناً طويلاً ، ثم قال : لك بها عليّ أربعون ألفاً ، فإن شئت أقبضتك المال بسرعةٍ ، وإن طلبت الزيادة ، فاذهب بها إلى فلان فإنه أثمن بها لك مني .
فذهب بها إليه ، فنظر فيها واستحسنها ، وقال : لك بها عليّ ثمانون ألفاً ، وإن شئت الزيادة فاذهب بها إلى فلان فإني أراه أثمن بها مني .
فذهب بها إليه ، فوزن له المال ، فحمل الرجل في ذلك اليوم اثنتي عشرة بدرةٍ في كل بدرةٍ عشرة آلاف درهمٍ ، فذهب بها إلى منزله ليضعها فيه فإذا فقيرٌ واقفٌ بالباب يسأل .
فقال : هذه قصتي التي كنت عليها ، دخل ، فدخل الفقير .
فقال : خذ نصف هذا المال ، فأخذ الرجل الفقير ست بدر فحملها ثم تباعد غير بعيدٍ ورجع إليه ، وقال : ما أنا بمسكينٍ ولا فقيرٍ ، وإنما أرسلني إليك ربك عز وجل الذي أعطاك بالدرهم عشرين قيراطاً ، فهذا الذي أعطاك قيراطاً منه وذخر لك تسعة عشرة قيراطاً .
إن جزاء العمل الصالح و العطف على الفقراء والمساكين وحب الخير للغير جزاءً عظيماً وفوزاً كبيراً فلا يستهين أحدنا بعمل الخير ، ولو كان شيئاً بسيطاً ، ولا يستهين بالصدقة ولو كانت قليلةً ، والمسلم الحق هو الذي يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه .

مكتب رعاية العلماء / قسم الإرشاد

الثلاثاء 16 صفر 1441 هجرية 15 تشرين أول 2019

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مفتي الجمهورية ” اعزه الله تعالى ” يستقبل امام وخطيب جامع بر الوالدين في قضاء المحاويل محافظة بابل ..

التقى سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ” حفظه الله تعالى ” ...

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى..

مفتي الجمهورية _ الزيارات في الله تعالى سبب لنيل محبة الله تعالى؛ قال صلى الله ...

تهنئة مفتي الجمهورية للجيش العراقي بمناسبة مرور مئة وواحد سنة على تأسيسه .

تهنئة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن أحمد الصميدعي ( وفقه الله تعالى ) ...