عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / منبر الجمعة / خطبة الجمعة _ صفَرُ شهرُ عزةٍ في الاسلام … وتطير ٍ وذُلٍ في الجاهلية ..

خطبة الجمعة _ صفَرُ شهرُ عزةٍ في الاسلام … وتطير ٍ وذُلٍ في الجاهلية ..

خطبة الجمعة 19 صفر 1441 هجرية 18 تشرين أول 2019 ….. مقدمة الخطبة ..اما بعد :

1 .  عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ، ويجعلون المحرَّم صفراً ، ويقولون : إذا برأ الدَّبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر : حلَّت العمرة لمن اعتمر . رواه البخاري حديث رقم 1489 ومسلم حديث رقم 1240
2 – قال ابن العربي المسألة الثانية : كيفية النسيء : ثلاثة أقوال :
الأول : عن ابن عباس رضي الله عنه أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام ، فينادي : ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب ، ألا وإن صفراً العام الأول حلال ، فنحرمه عاما ، ونحله عاما ، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم . وفي لفظة : أنه كان يقول : إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً ، ثم يأتي العام الثاني فيقول : إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم ؛ فهو هذا التأخير .
الثاني : الزيادة : قال قتادة : عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم ، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم ، فيحرمونه ذلك العام ، ثم يقوم في العام المقبل فيقول : ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام ، ويقولون : الصفران . وروى ابن وهب ، وابن القاسم عن مالك نحوه قال : كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين ، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا صفر )) ، وكذلك روى أشهب عنه .
الثالث : تبديل الحج : قال مجاهد رحمه الله بإسناد آخر : (( إنما النسيء زيادة في الكفر )) قال : حجوا في ذي الحجة عامين ، ثم حجوا في المحرم عامين ، ثم حجوا في صفر عامين ، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة ، ثم حج النبي في ذي الحجة ، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته : (( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض )) ، رواه ابن عباس وغيره ، واللفظ له قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا الموقف أيها الناس ، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ، ولكم رءوس أموالكم ، لا تظلمون ولا تظلمون ، قضى الله أن لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله ، وإن كل دم في الجاهلية موضوع ، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل ، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد ، أيها الناس ، فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فقد رضي به ، فاحذروه أيها الناس على دينكم ، وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا إلى قوله ما حرم الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )) ، وذكر سائر الحديث . اهـ . المرجع : أحكام القرآن لأبن العربي 2 / 503 – 504
2 ) أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض الناس .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المشجذوم كما تفر من الأسد )) رواه البخاري حديث رقم 5387 ومسلم 2220
و ( صفرُ ) فُسِّر بتفاسير :
الأول : أنه شهر صفر المعروف ، والعرب يتشاءمون به .
الثاني : أنه داء في البطن يصيب البعير ، وينتقل من بعير إلى آخر ، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام ..
الثالث : صفر : شهر صفر ، و المراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا ، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر ، يحلونه عاماً و يحرمونه عاماً و أرجحها : أن المراد : شهر صفر ، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية و الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر و بعضُ الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس و العشرين – مثلاً – من صفر أرَّخ ذلك وقال : انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير ، فهذا من بابِ مداواة ِالبدعةِ بالبدعة ، فهو ليس شهرُ خير ٍ و لا شر ٍ ؛ و لهذا أنكرَ بعضُ السلفِ على من إذا سَمِعَ البومةَ تنعق قال : ( خيراً إن شاء الله ) ، فلا يقال خير و لا شر ، بل هي تنعقُ كبقية ِالطيور .اهـ وهي التي جاءت في الحديث (لا عَدْوَى وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر» كَانَتِ العَرَب تزعُم أَنَّ فِي البَطْن حيَّةً يُقَالُ لَهَا الصَّفَر، تُصِيب الْإِنْسَانَ إِذَا جَاع وتُؤْذِيه، وأنَّها تُعْدِي، فأبطَل الإسلامُ ذَلِكَ. وَقِيلَ أرادَ بِهِ النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَفْعلُونه فِي الجاهليَّة، وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر، ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ .. وبه  قال كثير من المتقدمين: الصفر داء في البطن. يقال: أنه دود فيه كبار كالحيات، وهو أعدى من الجرب عند العرب ( ومايسمى اليوم بالدودة الشريطية ) وممن قال بهذا من العلماء : ابن عيينة، والإمام أحمد، والإمام البخاري، والطبري.

قال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري رحمه الله  : قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ (( سلام على نوح في العالمين )) إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني و يشربون و يتبركون بها و يتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور ، وهذا اعتقاد فاسد ، وتشاؤم مذموم .

مكتب رعاية العلماء / قسم الإرشاد

الخميس 18 صفر 1441 هجرية 17 تشرين أول 2019

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خطبة الجمعة مفتي الجمهورية بعنوان سورة الواقعة دروس وعبر ومواعظ الجزء الأول… ثلاث وعشرون فائدة لأصحاب الميمنة وأصحاب اليمين ..

خطبة الجمعة في جامع ام الطبول وسط العاصمة العراقية بغداد بإمامة وخطابة مفتي الجمهورية الشيخ ...

خطبة الجمعة في جامع ام الطبول وسط العاصمة العراقية بغداد بإمامة وخطابة مفتي الجمهورية بعنوان سورة القمر دروس وعبر ومواعظ الجزء الأول ..

خطبة الجمعة في جامع ام الطبول وسط العاصمة العراقية بغداد بإمامة وخطابة مفتي الجمهورية بعنوان ...

مفتي الجمهورية خلال خطبة الجمعة اليوم 25 آب 2023 أطالب الحكومة :

اصدار قانون العفو العام .. تعديل المادة ٥٧ .. تعديل سلم رواتب العمال والموظفين.. صرف ...