عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / الفتاوى / فتوى رقم ( 974 )

فتوى رقم ( 974 )

فتوى رقم ( 974 )
السائل ميمون السامرائي يسأل _ هل يجوز واحد يقول هذا من حسن حظي أو العكس من سوء حظي وبارك الله فيكم .
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على امام المتقين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد الأمين واله وصحبه أجمعين وبعد : السائل الكريم حفظك الله _ الحظ : النصيب من الخير . قال الأزهري رحمه الله : قَالَ اللَّيْث : الحظّ : النَّصِيب من الْفضل وَالْخَيْر، وَجمعه حظوظ. وَفُلَان ذُو حَظّ وقِسم من الْفضل ” انتهى من “تهذيب اللغة” (3/ 273) .
وقال ابن فارس رحمه الله : الحظُّ: النصيب والجدُّ ، يقال: فلان أحظُّ من فلان ، وهو محظوظ، قال أبو زيد: رجل حظيظ جديد ، إذا كان ذا حظ من الرزق ” انتهى من “مجمل اللغة” (ص 215) .
هذا هو الأصل : أن الحظ يطلق على النصيب من الخير .
وقد يطلق ـ أيضا ـ على مطلق النصيب ، سواء كان من الخير ، أو من الشر ، وهذا هو الذي عليه إطلاق الناس ، واستعمالهم : قال الفيروزآبادي رحمه الله : الحَظُّ: النَّصيبُ، والجَدُّ، أو : خاصٌّ بالنَّصيب من الخَيرِ والفَضْلِ ” .
انتهى من “القاموس المحيط” (ص 695) .
وقال المناوي رحمه الله : الحظ: النصيب المقدر ” انتهى من “التوقيف” (ص 142) .
وعلى ذلك : فقول الناس : “حظا طيبا” أو “حظا سعيدا” ، أو نحو ذلك ، على وجه الدعاء لمن قيل له ذلك ، وتمني الخير له : لا حرج فيه كما هو ظاهر ، بل هو ممدوح لما فيه من الدعاء بالخير ، وتمنيه للمسلمين ، وقولك هذا من حسن الحظ فهو اعتراف بالنعمة وفيه حسن العمل ، وقولك هذا من سوء الحظ ايضا فيه اعتراف بالعمل غير الصالح واعتراف بالذنب على عكس من يتضجر ويكون فيه سخط ورد لقضاء الله تعالى أو التضجر من شيء مقدر .
وليس لك أن تدعو بالشر ، أو بالسوء على مسلم ، لما فيه من البغي والعدوان على أخيك .
روى مسلم في صحيحه (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ) ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: (قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) .
وروى البخاري (13) ، ومسلم (45) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) .
فإذا قلت : حظ سعيد ، أو حظ سيئ ، يقوله على وجه الإخبار ، فما حصل له من الخير : أخبر أنه حظ سعيد ، وما حصل له من الضر أو الشر : أخبر أنه سيئ ، فهذا أيضا لا يظهر فيه حرج إن شاء الله ، أما في الخير : فهو واضح ، وهو من التحديث بنعمة الله ، وشكره على ما قسم له وقدر .
وأما في الشر : فالذي يظهر أيضا أنه لا حرج فيه ، إذا كان إخبارا عن الواقع ، بحسب ما يظهر لعلم العبد ، ومن المعلوم بالفطرة والضرورة أن الإنسان قد يصيبه في عيشه ما يسوؤه ، وهذا هو الحظ والنصيب السيئ ، بحسب ما يتعارفه الناس ويقولونه ، بل هو إطلاق جار في النصوص الشرعية أيضا ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) الأعراف/188 ، وقال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل/62 .
وهذا أيضا هو “السيئة” ، في نحو قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) النساء/78 ، وقوله تعالى : (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الأعراف/168 ، ونحو ذلك من الآيات ، وهي كثيرة معروفة .
لكن يشترط في ذلك ألا يكون في كلامه تسخط على قدر الله وما قضاه له ، أو سوء ظن بالله ، أو نسبة الشر إليه سبحانه ، فالسيئة والشر والضر ، إنما هو واقع في مخلوقات الله ، ومقدوراته التي تبلغ عباده ، بحسب نصيب العبد ، وما يناله في ذلك ؛ وأما نفس تقدير الله وتصريفه وتدبيره لأمر عباده : فكله خير ، ولا ينسب له شر ، ولا سوء ، جل الله تعالى عن كل عيب ونقصان .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأحد 6 محرم 1440 هجرية 16 أيلول 2018

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فتوى رقم ( 1610) حكم صديق اشترى له سيارة يسدد حقها بالتقسيط .

السائل السيد لقمان _ Loqman Ab Mahal Alzangana يسأل السلام عليكم ورحمت الله اني اسال ...

فتوى رقم ( 1609 ) فطرة الصائم ..

أسئلة كثيرة ترد على موقع دار الافتاء حول موضوع زكاة الفطر .. أجاب على الأسئلة ...

فتوى رقم ( 1608 ) فطرة الصائم ..

السائل أبو طه الظاهري يسأل _ السلام عليكم حضرة المفتي المحترم سؤال هليجوز اخراج الفطرة ...